المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 20, 2015

تسوية بالأبيض والأسود | دوروثي باركر | قصة

صورة
المرأة التي تحيط شعرها الذهبي المصفف بإكليل مضفور من أزهار الخشخاش المخملية الوردية اللون، اجتازت الغرفة المزدحمة بطريقة مثيرة للانتباه، كانت تمشي مشية جانبية وتقفز في آن، ممسكة بذراع مضيفها النحيلة. - ها قد وجدتك! قالت. لا يمكنك الهرب الآن! - عجباً، مرحباً، قال مضيفها. حسناً. كيف حالك؟ - أوه، أنا على خير ما يرام، قالت. على خير ما يرام تماماً. اسمع. أريدك أن تسدي لي الصنيع الأكثر فظاعة. هلا فعلت؟ هل فعلت من فضلك؟ أرجوك جداً؟ - ما هو؟ قال مضيفها. - اسمع، قالت. أريد أن ألتقي والتر ويليامز. صدقاً، ببساطة، أنا مجنونة بذلك الرجل. أوه، عندما يغني! عندما يغني تلك الأناشيد الدينية! حسناً، قلت لبورتون: من حسن حظك أن والتر ويليامز أسود البشرة، أو أنه سيكون لديك من أسباب الغيرة الكثير. أرغب رغبة كبيرة بلقائه. وأود أن أقول له بأني سمعته يغني. هل ستكون ملاكاً وتعرفني إليه؟ - عجباً، بالتأكيد، قال مضيفها. اعتقدتُ أنكِ قابلتِه. الحفلة من أجله. أين هو بأية حال؟ - إنه هناك عند خزانة الكتب، قالت. لننتظر انتهاء هؤلاء الناس من التحدث إليه. حسناً، أظن بأنك مدهش، لإقامتك هذه الحفلة الرائعة على شرفه، وبجعله ي...

وهذا النص الأخير لماسح الأحذية | شارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski

صورة
الاتزان، هو حين يصعد الحلزون الشاطئ الصخري لسانتا مونيكا الحظ ، هو حين ننزل شارع ويسترن مارين أمام قاعة فتيات التدليك إحداهن تصيح في وجهك بصوت رنان أهلا أيها الجميل المعجزة هي أن تغرم بك خمس نساء وأنت في سن 55 والهبة الإلهية هو حين تبقى قادرا على إسعاد إحداهن السعادة هي حين تكون ابنتك أكثر نعومة منك وضحكتها أكثر طراوة من ضحكتك سلامة الروح هي حين تقود سيارتك من نوع الفولسفاكن الزرقاء عبر الشوارع مثل عنكبوت والمذياع يصيح : the host Who loves you Most مستحما بأشعة الشمس وصوت المحرك الرتيب المركب من جديد وأن تندس داخل حركة السير النعمة ، هي حين تستطيع أن تعشق في وقت واحد الروك والكلاسيك والجاز … كل ما يطرب قوى الفرح الداخلية . ولكن ما ينتظرنك في الواقع هو الكرب والعزلة وأنت مسجون بين أربعة جدران وأنت منتفض كالمجنون حين يرن جرس الهاتف أو حين يمر أحد ما ولكن يمكن أيضا ـ كما تشرق الشمس بعد المطر ـ أن تشبه قابضة السوق الممتاز مارلين أو جاكلين قبل أن يقتل زوجها أو تشبه تلميذة الثانوي التي سرنا خلفها كلنا مرة واحدة على الأقل . هناك من يساعدك على الاعتقاد أن الموت ليس كل شيء: في شارع ضيق أحدهم يق...

«كاتب» ياسين بقلمه… نصّ ينشر بالعربيّة للمرّة الأولى منصف الوهايبي

صورة
«أعمال كاتب ياسين (1929 ـ 1989) هي أشبه بشجرة ما تنفكّ تنمو؛ وهي تستنبتُ فروعا في كلّ الاتّجاهات. وبإمكانك أن تأخذ فرعا من إحدى مسرحيّاته، وفرعا من غيرها، وهذا يصنع أيضا مسرحيّة أخرى». بهذه العبارة وهي للكاتب الفرنسي جون ــ ماري سارو؛ يفتتح الكاتب التونسي الراحل الطيّب السبوعي، عمله النقدي الإبداعي « امرأة كاتب ياسين المتوحّشة» 1985 كان الطيّب وهو صديق لي، اختلسه الموت؛ ولم يُمتّع بشبابه، قد أهداني هذا الكتاب، في أوّل زيارة له إلى تونس قادما من فرنسا التي كان قد استقرّ بها. وأذكر أنّني وعدته بأن أنقل الكتاب إلى العربيّة، خاصّة أنّه يحوي نصوصا لكاتب ياسين، غير منشورة. ثمّ أخذتني الحياة، وعرض لي ما يعرض للناس من بدَوات الزمن، ونسيت هذا الكتاب في زحمة كتب كثيرة مكدّسة في قبو في البيت، حتى إذا عدت هذا الصيف، أنفض الغبار عنها، عثرت على الكتاب. أعدت قراءته، وكأنّني أكتشفه للمرّة الأولى. قلت بيني وبيني: كيف أقدّم هذا الكتاب الممتع لقرّاء «القدس العربي»؟ وهذا كتاب يُقرأ ويتعذّر تلخيصه. واستقرّ رأيي على أن أنقل إلى العربيّة جزءا من المقدّمة التي خصّ بها كاتب ياسين صديقه التونسي الطيّب السبوعي؛ ...

غزالة ما قبل الحب وما بعده | ماريو بوخوركيس

صورة
غزالة ما قبل الحب لأنَّني وضعتُ في يديْكِ هيكلاً من الظلِّال نبت في عينيك المفتوحتيْن الرعب غزالةُ الأيَّام، غريقة جسدي. لأنَّ توقي يهذّب فخذك العاصفَ في كاحلكِ يظهر أثر أسناني غزالةٌ، ثلجٌ لطيفٌ، مهضومةٌ وموجِعة. لأنَّ خاصرتيكِ ترتعشان على الجانبين أيَّتها الغزالة في حوافرك الشبقة تنمو أجنحةٌ من نار غزالةٌ غدّارةٌ، قفزةٌ في رمحي المخوزق. لأنَّ لمسته ولسانه الوقح يتجرَّءان على بطنك الدافئ  فتنمو حديقةٌ من الزبد غزالةٌ، حبيبتي، غزالةٌ، لا تلمسي خوفي. قصيدة المماطلة الحياةُ تخدعُنا، تُجبرنا أن نجريَ خلف الأشباح والمظاهر وفي الرغبة الشديدة، تدعونا لموكبٍ من الظلال عبر الظلال. الحياة تخدعُنا، تدعونا دعوتُها الوحيدة تتسبَّبُ في مشيبنا وداخل حرارة أعضائنا نارٌ تتجمَّدُ في لحظة. تخدعنا الحياة،  تخدعنا الثمرةُ الشهيَّة تقرِّبُنا للعيون  الفمُ الجشعُ يتحوَّلُ لمياه وقلوبنا، تانتاليوم حارق، يمدِّد الرقبة المنكسرة والعطش يستهلكُها. غزالةُ ما بعد الحب   لا تحزن أيُّها الشاعر، لو طار جسدها لو طارت حديقة بطنها العبقة لو طار فخذاها الممتلآن،  لو طار جسدها الصلب لو طارت عيونها ...

قصيدة/ موريل روكايزر | ترجمة أماني لازار

صورة
قصيدة/ موريل روكايزر عشت في القرن الأول من الحروب العالمية. كدت أفقد عقلي في أغلب الصباحات، تأتي الجرائد بقصصها الفارغة، تتدفق الأخبار بشتى الوسائل تقاطعها محاولات لبيع السلع لمجهولين. أتصل بأصدقائي بوسائل أخرى، فألقاهم على درجات من الغضب لأسباب مشابهة. على مهلٍ أمسك بقلم وورقة، أكتب قصائدي للمجهولين ولمن لم يولدوا بعد. يوما ما سأذكِّر هؤلاء الرجال والنساء، تشجعوا، ضعوا الإشارات عبر المسافات الشاسعة، باعتبار طريقة العيش المزرية  لفئاتٍ قد لا تخطر في بال. حالما أظلمت الأضواء، حالما سطعت أضواء الليل، سنحاول تخيلهم، نحاول ايجاد بعضنا البعض، لنشيّد السلام، نصنع الحب، لنتصالح نسهر مع النائمين، كلنا سوية، سوية سنحاول بكل ما أوتينا، لنبلغ حدود أنفسنا، لنبلغ أبعد من أنفسنا لنمضِ بالوسائل، لنستيقظ عشت في القرن الأول لهذه الحروب.

أنشدته التي كانت هنا | سان جون بيرس / Saint-John Perse | ترجمة خالد النجار

صورة
أيّها الحبُّ آه ياحبّي، لا نهائيّا كان اللّيل، ولا نهائيا كان سهرنا. حيث وجود كثير تَلفَ. أكون لك المرأة، وبدلالة كبيرة، في ظلمات قلب الرّجل. ليل الصّيف يستضيء في خصاص شبابيكنا المغلقة، والعنب الأسود يزرقّ. في الأرياف، ونبات الكَبر على حوافّ الطرق يُظهر لحمه الوردي، وشذى النّهار يستيقظ في أشجاركم ذات الرّاتنج. أكون لكَ المرأة، آه يا حبّي، في صموت قلب الرّجل.والأرض، لحظة يقظتها، إهتزاز حشرات تحت الأوراق : فهي إبرٌ ونبالٌ تحت كل الأوراق... وأنا أصغي، آه ياحبّي، لكل الأشياء تمضي إلى نهايتها: بومة بالاس (2) الصغيرة تُسمع زقزقتها في شجرة السّرو، وسيريس(3) ذات اليدين الرقيقتين تفتح لنا ثمار شجرة الرّمان وجوز كيرسي(4)، والفُرنب الصّغير يبني عشه في أيك شجرة كبيرة، والجراد الحاج ينبش التراب حتى قبر إبراهيم. . أكون لك المرأة - حلم كبير في كل مجال قلب الرّجل : بيت منفتح على الأبد، وخيمة منصوبة على عتبتكم، واستقبال حفيّ وانحناء لكلّ وعود العجائب. مراكب السماء تهبط التّلال، وصيّادوا الوعول كسروا أسيجتنا، وأنا أصغي فوق رمل الممشى إلى ضجيجَ محاور الإله الذهبيّة التي تعبر سياجنا ... آه ياحبي ياذا الحل...