المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 15, 2015

القفص وجماله الخادع | أحمد زكارنة

صورة
القفص وجماله الخادع أحمد زكارنة   “الطيور التي تولد في قفص تعتقد أن الطيران جريمة” يقول الكاتب وصانع الأفلام التشيلي “اليخاندرو خودوروسكي”، هذا الاعتقاد يبدو سائداً لدى العديد من السياسيين العرب والفلسطينين معا، وإن حاول كل منهما أن يخطو خطوة باتجاه التحرر أولاً من عقدة الفكرة المسيطرة بأننا لا يمكن أن نكون صناع التاريخ، بل مدونيه فقط، إلا أنهم يعودون ليعيشوا مرحلة مخاض عسير مع أول عسرة تبدو شاخصة في طريقهم، ليرددوا سويا لن يكون أفضل مما كان، وكأنهم يؤكدون بأنه ليس هناك أجمل من القفص.   هذه الفكرة تجعلنا ألعوبة في يد الأعداء والخصوم معا عن سابق إصرار وترصد، خاصة ونحن نرى العالم بأم أعيننا يتحرك أمامنا ونحن مكانك سر، كيف لا وهنا إسرائيل تصنع طائرة جديدة بدون طيار قدراتها تفوق سرباً كاملاً من الطيران العربي، فيما نتناحر نحن في حروب “داحس والغبراء” بين يمن الجنوب ويمن الشمال، كيف لا ونحن نتابع عن كثب إطلاق إيران صاروخاً جديداً يفوق ما سبقه من صواريخ من حيث القدرات التفجيرية واتساع المدى، بينما نحن غارقين في سوريا بين داعش حمقاء ونصرة لا نصرة من ورائها، بأي اللغات نرفع شارة الرفض،...

حول الموت | بيرسي بايسش شيلي / Percy Bysshe Shelley

صورة
شاحبةٌ وباهتةٌ تلك الابتسامة القمرية لشعاع نيزكٍ في ليلة ليلاء خيّمت على تلك الجزيرة الوحيدة قبل انبثاق الفجر من صباح لا مراء فيه . لهيب الحياة يتذبذب ويتضاءل مع الوقت حول خطواتنا حتى تصير بلا حراك . استعصم بشجاعة الروح أيها الانسان بالرغم من سحابات الحزن العاصفة في مسيرة هذا العالم وكتل الغيوم التي تحيط بك سوف تموت في وضح نهار جميل حيث النار والجنان يكون انطلاقك إلى عالم القدر . . إن هذا العالم هو الحاضن لمعرفتنا والأم لمشاعرنا والموت القادمُ فحيحٌ مرعبٌ في عقولنا غير المحصَّنة بأعصاب فولاذية عندئذ كل ما نعرفه أو نشعر به أو نراه سيمر كوهم الخيال . . الأمور الخفية في القبر كائنةٌ كلها وهذا الجسد يجب أن يكون متأكداً إلام سيصير حتى ولو كانت العين مبصرة والأذن تحسن السمع لا ليس الأطول ما سوف تعيش لتسمعه أوتراه ولا دوام لكلّ ما هو عظيم أوغريب في هذا الكون الأبدي المتغيّر . . هل من مخبر عن صمت الموت ؟ من ذاك الذي كشفت له الحجب ؟ من يصف خفايا ما تحت الكهوف الوسيعة المنعرجة للقبور المكتظة بالموتى ؟ أو من يوحد آمالنا ساعتئذٍ مع المخاوف .. مع الحب ؟ وذلك ما سنراه . * ترجمة: شاهر خضرة ** ON DEAT...

الحارس | فيليپه بينيتِث رِيّس

صورة
Iفليصرخوا. فأنا لكأنني أصمُّ. فليخدشوا أغطيتهم الحريرية الأنيقة. أمّا أنا، فإنكم تدفعون لي أجراً لقاءَ حراسة هذا المكان فقط، وليس من أجل أن أعتني بهم أو لأدعهم ينتزعون بصرخاتهم النومَ من عينيّ. أترونني أُفرّط في الشرب؟ لا أعرف ما الذي كنتم ستفعلون حضراتكم لو كنتم مكاني. فالليالي هنا طويلةٌ جدّاً. أحسبُ أن عليكم أن تهتمّوا بهم أكثر، لا أن تحضروهم إلى هنا كي يقضوا جُلّ الوقت وهم يصرخون، يصرخون كذئابٍ؛ صدِّقوني. حسناً الآن، لا بأس، فليصرخوا. فأنا لكأنني أصمُّ. لكن إنْ خطر في بال أحدهم الظهور في هذه الأنحاء، فسوف أهشّمه، وأرسل به إلى الجحيم مرّةً وإلى الأبد، لكي يصرخ هناك في وجه الشيطان. أمّا أنا فليدعوني وشأني. هكذا، طوال الليل، كما أقول لكم. وعليّ أن أشرب كي يجيئني النعاس؛ وإلّا، فلتخبروني حضراتكم ما الحلّ. ثمّ إنهم طالما يعانون، ويشعرون باليأس، فليحتملوا قليلاً، أليس كذلك؟ فلا أحدَ منّا سعيد. إضافةً إلى ذلك، كما سبق وقلتُ لكم: ينبغي عليكم أن تحذروا أكثر، لأنهم سيصبحون عبئاً عليّ في ما بعد، وحضراتكم لا تدفعون لي لقاء ذلك، إنّما من أجل أن أعتني بالحدائق وأطرد الزعران من هنا، أليس كذلك؟ ما...

الإعتراف الأخير لآرثر ميلر | يوسف يلدا

صورة
يعود المخرج  الأمريكي روبرت فولس بذاكرته إلى الفترة التي أمضاها مع آرثر ميلر، عندما إضطلع بمهمة إخراج مسرحية "إنهاء الصورة". في العام 2005، قبل رحيله بقليل، عرض آرثر ميلر مسرحية "إنهاء الصورة" والتي تناول فيها مراحل تصوير آخر فيلم ظهرت فيه مارلين مونرو. هنا، يتذكر مخرج المسرحية روبرت فولس تجربته إلى جانب الكاتب المسرحي.  إضطر إيسادور، البولوني من أصل يهودي، والد الروائي والكاتب المسرحي آرثر ميلر، للإنتقال من نيويورك إلى بروكلين في العام 1929، بسبب الكساد الذي عمّ العالم في ذلك الوقت، لكن آرثر البالغ 14 عاماً لم يبك حينها. وبعد مرور سنوات على ذلك كان ميلر قد سجل ذلك في مذكراته. وعودة إلى الوراء، حيث العام 1987، جاء إعترافه الرسمي الأخير بعد وفاته، في 10 فبراير/ شباط 2005. قبل عام، يعود الكاتب المسرحي الأمريكي، الحاصل على جائزة الأمير أستورياس في 2002، والذي أكمل في 17 من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت 100 عام، يعود ليلتقي بصديقٍ قديم له، ألا وهو روبرت فولس، المدير الفني لمسرح "غودمان" في شيكاغو. وكانا إلتقيا في آواخر عام 1980. ويتذكر فولس قائلاً "كان لدينا...

دون كيشوت: الرواية والعالم | بندر محمد الحربي

صورة
دون كيشوت: الرواية والعالم بندر محمد الحربي ثقافات روائع الأدب العالمي أربع: «الإلياذة» لهوميروس، و«الكوميديا الإلهية» لدانتي، و«دون كيشوت» لسرفانتس، و«فاوست» لغوته. هكذا كتب عبدالرحمن بدوي في صدر ترجمته رواية «دون كيشوت» التي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الأربعمئة لنشر جميع أجزائها. هذه التحفة الأدبية المتجددة التي أثبتت ثراءً وقدرة بالغة على التجدد، كتبها الإسباني سرفانتيس في جزأين في 1605 و1615، مؤرخاً لميلاد أول رواية حديثة في العالم، ألهمت فلوبير، وحللها فرويد، وفُتن بها مارك توين وكافكا وبيكاسو ونابوكوف وبورخيس وأورسون ويلز. لقد أثَّرت الرواية عميقاً في ثقافات وآداب وفنون العالم، وإنْ كانت ذات تأثير أقل في الثقافة العربية، كما يقول الدكتور محسن الرملي في أطروحته «أثر الثقافة العربية الإسلامية في دون كيشوت»؛ الذي يعزو سبب ذلك إلى التأخر في ترجمتها، وربما لكون شخصية مدَّعي الفروسية «المجنون/ الحكيم» لا تُعد مفاجأة للذهنية العربية كما هو الأمر بالنسبة إلى الغرب؛ فالتراث العربي حافل بكثير من هذه الشخصيات الذين اصطلح على تسميتهم بـ«عقلاء المجانين» أو «البهاليل». وفي المقابل ذكر أنَّ...

حياة تستحقّ أنْ تُعاش(قصص قصيرة جداً) ترجمتها عن الإسبانية- سارة ح. عبدالحليم

صورة
حياة تستحقّ أنْ تُعاش(قصص قصيرة جداً) ترجمتها عن الإسبانية- سارة ح. عبدالحليم الرسالة  لويس ماتيو دييث (إسبانيا) كل صباح، أصلُ إلى المكتب، أجلس، أضيء المصباح، وأفتح الحقيبةَ الجلدية، وقبل أن أبدأ مهامي اليومية، أكتبُ سطراً في الرسالة الطويلة التي، منذ أربعة عشر عاماً، أشرحُ فيها بالتفصيل أسبابَ انتحاري. تاريخ الفن ( إدواردو غاليانو (الأوروغواي) ذات يومٍ جيَّد، أوكلت البلديةُ لأحدهم بناء تمثال لحصان كبير في ميدان المدينة. جلبت شاحنةٌ إلى الورشة حجرَ الصوان الضخم. بدأ النحاتُ بالعمل عليه، حيث اعتلى سلّماً، واستخدم المطرقةَ والإزميل. كان الأطفال يراقبونه أثناء عمله. ثمّ ذهب الأطفال لقضاء عطلتهم، متجهين إلى الجبل أو البحر. حين عادوا، أراهم النحاتُ الحصانَ وقد اكتمل. سأله أحد الأطفال بعينين مفتوحتين على اتساع: لكن... كيف عرفتَ أنّ في داخل ذلك الحجر كان هناك حصان؟ إمبراطور الصين ( ماركو دنيبي - الأرجنتين) عندما مات الإمبراطور (وو تي) في سريره الواسع، في قلب القصر الرئاسي، لم ينتبه أحدٌ للأمر. كان الكلُّ منهمكاً باتباع الأوامر. الوحيدُ الذي عرف بالأمر رئيس الوزراء وانغ مانغ، وهو رجلٌ طموح...