المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس 30, 2015

ماتيس .. أو بهجة الحياة

صورة
في 1905 اشترك طائفة من شباب الفنانين في معرض الخريف الذي أقيم ذلك العام  في باريس. وكان أول ما يلفت النظر في لوحاتهم أن ألوانها جميعا بلا استثناء قد اتسمت على غير المعهود بقدر بالغ من العنف والضراوة، فرأى منظمو المعرض أن يخصصوا لهذه اللوحات الجريئة قاعة بمفردها وطاف ناقد مشهور بأرجاء المعرض، وبينما هو يتأمل أعمال هؤلاء الشبان، لمح وسط القاعة المخصصة لها تمثالا يرجع إلى القرن 15 فصاح "دوناتللو وسط الوحوش!".. ومنذ ذلك الحين أصبح لقب "الحوشيين" أو "الضواري" علما على هذه الجماعة درس البيانو (1916) متحف الفن الحديث. نيويورك وكان من بين هؤلاء الشبان ماركيه ودوفي وفان دونجن وفلامنك. أما زعيمهم فكان هنري ماتيس الذي لم يكن يفكر حتى سن العشرين في أنه سيكون له شأن بالفن. كان قد درس القانون واشتغل بمكتب أحد المحامين، ولكن تصادف أن ألم به مرض ألزمه الفراش عدة أسابيع، وحدث أن نصحه أحد الأصدقاء أن يتسلى بالرسم بالألوان خلال فترة النقاهة، فلم يلبث أن ولع بالألوان ولعا شديدا، وشعر كأنه ولد ولادة جديدة فانكب على التصوير بعد شفائه، وقد آمن بأن الفن - لا القانون - هو ما خلق ل...

حكاية / رامبو

صورة
حكاية / رامبو كان أحد الأمراء حزيناً لأنه لم يجهد نفسه أبداً إلا في إتقان المآثر السوقية. بدأ بثورات مذهلة في مجال الحب وساورته الشكوك في قدرة نسائه على تجاوز المداعبات المزينة بالسماء والترف. أراد معرفة الحقيقة، واقتناص ساعة الرغبة والارتواء الأساسيتين؛ أكان ذلك انحرافاً في التقوى أم لا، فهو يريده. كان يملك على الأقل ما يكفي من الطاقة البشرية جميع النساء اللواتي عرفنه قتلن. أي خراب حل بحديقة الجمال! تحت حد السيف، كن يمجدنّه. لم يطلب المزيد من النساء، لكنهنّ كن يظهرن من جديد قتل كل تبعه. بعد الصيد أو بعد السكر - كانوا جميعاً يتبعونه تسلّى بذبح الحيوانات النفيسة، أمر بإحراق القصر وانقضّ على الناس ومزّقهم إرباً - الجمهور والأسطحة الذهبية، والحيوانات الجميلة مازالت موجودة هل يمكن للمرء أن ينتشي من الدمار وأن يستعيد شبابه من القسوة والعنف! الشعب لا يتمتم بالشكوى، ولا أحد يحكي ما رأت عيناه ذات مساء، كان يتجوّل على جواده بخيلاء. ظهرت جنيّة ذات جمال لا يوصف، جمال يستحيل التعبير عنه. من محياها وشكلها يتفجر وعد بحب عظيم متعدد الوجوه، وعد بسعادة هائلة، فوق الاحتمال! الأمير والجنية يتلاشيان في ال...

المستغرقة في ذاتها تناجي ذاتها / سيلفيا بلاث

صورة
أنا؟ أنا أمشي وحيدة؛ وتحت قدميّ يولد شارع منتصف الليل؛ حين أغمض عينيّ تنطفئ كل تلك البيوت الحالمة؛ وبنزوة مني تتدلى عالية فوق الأقواس .غلالة القمر السماوية أنا أجعل البيوت والأشجار تختفي على إيقاع مشيتي السريعة؛ رسن نظرتي ،يربط البشر الدمى الذين، غير واعين بتلاشيهم ،يضحكون ويقبّلون ويثملون غير عالمين أنهم يموتون .إذا قرّرتُ أن أرمش أنا ،حين يكون مزاجي حسناً أهبُ العشب خضرته ،أسمح للسماء بالزرقة وأمنح الشمس وهجها الذهبي؛ لكن حين أكون مكتئبة المزاج أمارس سلطتي المطلقة فأحظر اللون .وأمنع كلّ زهرة أنا أعرف أنك تمشي ،مزهواً بجانبي إنكاري لك يخرجك من رأسي اعترافي بك يشعرك بما يكفي من لهيب الحب ،حتى تصير حقيقياً مع أنه من الجليّ تماماً أن كل ما تملكه من جمال وفطنة ،ليس يا حبيبي .إلا هبة مني

العالم ضرسٌ مقلوع / أميليا روسيللي

صورة
العالم ضرسٌ مقلوع / أميليا روسيللي العالم ضرسٌ مقلوع  لا تسألوني لماذا  لي من العمر اليوم سنوات كثيرة  ...والمطر عقيم  هل يأسي هذا حبٌّ؟  أتراه حبٌّ ما يُسمّى حباً  أم أنه الحاجة الساذجة إلى أن نبني في الآخر  ما ينقصنا؟  أتراه حقيقية بديهية  أم اختراع روحٍ تتضوّر جوعا؟

كانتوس / بيير إيمانويل

صورة
كانتوس / بيير إيمانويل .وُلِدتُ من جنون حيوانيّ، وأنقذني جنون إلهيّ ،أعيش من تفكير إلى تفكير .لم أعش الموت ولا الولادة أحيا كإنسانٍ لم يولد أحيا كإنسانٍ لم يمتْ ."الجنون":  هو اسم حياتي التي سماها المجانين: "حكمة" مَنْ يفصلني عن موتي؟ .مرآةٌ، فقدتْ روحي الميتة فيها وزن جسدها من يفصلني عن حياتي؟ .الظل المتراجع الذي يترصّدني، والذي يفتنني بتهرّبه من يفصلني عن إلهي؟ .الأنا اللاّتحصى التي توقع بي في شراك وجوهي العديدة .ولكن في الظل الذي أقبع ملعوناً فيه، يتفرّسني الآخر الصموت هذا الجسد المجلود إلى حدّ الموت، فوق الهواء العاري للروح، ما يأملُ؟ يأملُ المنسفة الكبيرة التي ستغربِلُ نجومه

اكنسوا الكلام / آلان بوسكيه

صورة
اكنسوا الكلام / آلان بوسكيه اكنسوا الكلام لأنني شجرة لأن السماء تتخذني عنقاً، والنجومَ ،شفاهاً موشومة لأن رجوليّتي تقلّ كل يومٍ ولأنني ثلجٌ أكثر من الثلج .الذي ينمو على البحر النائم أقول لكم !اكنسوا الكلامَ، هذا القَذَر

الشجرة / ريتسوس

صورة
الشجرة / ريتسوس هذه الشجرة كانت قد شرّشَتْ في الطرَف البعيد . من الحديقة طويلة ، ونحيلة ، و وحيدة ربما كان طولها اقتحامًا لم تعط ثمرًا ولا زهرا لم تعط إلا ظلاً طويلا . شقّ الحديقة نصفين وكل مساء ، عند تلاشي الغروب ، الإحتفالي يأتي عصفور غريب برتقالي اللون ليحطّ بين أوراقها . وكأنه ثمرتها جرسا ذهبيا كان . في اخضرار البرج الحيّ *  * حين قطعوا الشجرة طار العصفور حولها ينادي بوحشية يصف الدوائر في الهواء يصف عند المغيب شكل الأغصان ويقرع على المساء . طول الشجرة القديم

قصائد مختارة The Wonderful آلان بوسكيه فينوس خوري علي خوري عائدة الأصيل Online Receive

صورة
علّميني كيف أروِّض" العشرة آلاف حيوان في هذا الكتاب؛ أعطيني قصيدتك الجريحة التي تشرح لي لماذا عليّ أن أحيا؛ أعطيني دفء دمكِ الذي أقرأه كما تُقرأ الأسطورة؛ أعطيني، مهما كان النّغم أغنية التمثال غير الملموسة؛ أعطيني مهرك الذي يركضُ لملاقاة الكواكب الفتيّة؛ ،أعطيني، في لحظة الحبّ ما يلزم لإطراء الشاعر؛ ،أعطيني، دون تقدمةٍ حَقّة كلمتك العظيمة التي تروّض العاصفة؛ أخيراً، أعطيني لذة ".أن أُبل علّميني كيف أروِّض" العشرة آلاف حيوان في هذا الكتاب؛ أعطيني قصيدتك الجريحة التي تشرح لي لماذا عليّ أن أحيا؛ أعطيني دفء دمكِ الذي أقرأه كما تُقرأ الأسطورة؛ أعطيني، مهما كان النّغم أغنية التمثال غير الملموسة؛ أعطيني مهرك الذي يركضُ لملاقاة الكواكب الفتيّة؛ ،أعطيني، في لحظة الحبّ ما يلزم لإطراء الشاعر؛ ،أعطيني، دون تقدمةٍ حَقّة كلمتك العظيمة التي تروّض العاصفة؛ أخيراً، أعطيني لذة ".أن أُبلّلَ هذه الصفحة بدمكِ

ديناصورات، نحن – بوكوفسكي Dinosauria, We By Charles Bukowski | ترجمة محمد الضبع

صورة
        Dinosauria, We By  Charles Bukowski Born like this Into this As the chalk faces smile As Mrs. Death laughs As the elevators break As political landscapes dissolve As the supermarket bag boy holds a college degree As the oily fish spit out their oily prey As the sun is masked We are Born like this Into this Into these carefully mad wars Into the sight of broken factory windows of emptiness Into bars where people no longer speak to each other Into fist fights that end as shootings and knifings Born into this Into hospitals which are so expensive that it’s cheaper to die Into lawyers who charge so much it’s cheaper to plead guilty Into a country where the jails are full and the madhouses closed Into a place where the masses elevate fools into rich heroes Born into this Walking and living through this Dying because of this Muted because of this Castrated Debauched Disinherited Because of this Fooled by this Used by this Pissed on by this Made crazy and sick ...

تشارلز بوكوفسكي.. الوعي الشقي | عبير اسبر

صورة
إن كنت ممن يبحثون في القصة القصيرة عن التماعات تومض في الذاكرة، أو حبكات ملتوية تقود مخيلتك في اتجاهات متعاكسة، فذاك لن تجده في قصص تشارلز بوكوفسكي. لأن عالمه السهل، غير الموارب، منقسم بحزم بين شيئين فقط، السلطة وبهلوانيها، الشرطة والقوادين، الصاحين والسكارى، «الرجل التافه» الذي يملك مالا والعاهرة الجائعة، وبين الأغنياء والحزانى. عالمه القصصي، واضح وضوح الغريزة، إن عطشت تشرب، إن جعت تأكل، إن اشتهيت تضاجع، حتى لو ضاجعت دجاجة ميتة، أو جثة أنثى جميلة، أو جسدا لطفلة في الخامسة اغتصبها سكير من دون سبب وجودي إلا العدم. في قصصه «أجمل نساء المدينة» (*) لن تحزر كم تتكرر ذات المفردات المتعلقة بالممارسات الجنسية للقاع، القاع البشري لأفراد بلا أخلاق، أو آلهة، يتحركون في سكر دائم، من دون بوصلة شعورية، أو أمل ما، تتكرر اللغة المخلّة بالذائقة المحافظة، حتى تفقد تلك اللغة دهشتها، بهاءها، أو روح الجاذبية السحيقة للبذاءة التي تسبب بشكل مخزٍ، اللذة في حدها التصريفي الأدنى، فالمفردات التصويرية «البورنوغرافية»، والشتائم، والوصف التشريحي للأجساد في عريها وشهوتها، لا تثيرك، بل تشعرك بالغمّ فقط، وبضيق العالم،...

عن بوكوفسكي: شاعر الحانات والأزقّة المعتمة | جابر جابر

صورة
بقلم  جابر جابر على الرغم من أن له قرابة السبعين مؤلفًا ما بين الرواية والسيرة الذاتية والشعر والمقال، إلّا أن الجمهور العربي لم يقرأ تشارلز بوكوفسكي -فيما أعلم على الاقل- إلّا منذ وقت قصير للغاية. وربما يكون الحظ -سوءه أو حسنه- هو العامل وراء تأخّر هذه الترجمة، لكن هناك عوامل أخرى لا شك أنها أعانت على تجاهل المترجمين العرب لبوكوفسكي، ومن بين هذه العوامل كون الشاعر الأميركي ذو الأصول البولندية شاعرًا تم تجاهله في أميركا ذاتها، إذ أنه وبحسب ما يخبرنا به مترجمه سامر أبو هواش: «كان بوكوفسكي على هامش الهامش، بل إن الرجل قد عُرف في أوروبا قبل أن يعترف به الأميركيون ذاتهم». العامل الثاني فيما أظن هو المعجم الغريب العجيب الذي ينتقي منه بوكوفسكي كلماته، فالرجل يمتلك لسانًا سليطًا للغاية، ولا بطولة في نصوصه إلّا للعاهرات والثمالى والمغضوب عليهم أبد الدهر. الأمر الذي ربما جعل المترجمين العرب يحجمون عن ترجمته على اعتبار أن الذائقة العربية لن تستسيغ هذا الكمّ من الشتائم والهرطقة والجنون. نضيف إلى ذلك أن بوكوفسكي كان مغرقًا في المحلية، فالمواضيع التي تتناولها نصوصه ليست أميركية وإنما هي مواضيع ...