ماتيس .. أو بهجة الحياة

في 1905 اشترك طائفة من شباب الفنانين في معرض الخريف الذي أقيم ذلك العام في باريس. وكان أول ما يلفت النظر في لوحاتهم أن ألوانها جميعا بلا استثناء قد اتسمت على غير المعهود بقدر بالغ من العنف والضراوة، فرأى منظمو المعرض أن يخصصوا لهذه اللوحات الجريئة قاعة بمفردها وطاف ناقد مشهور بأرجاء المعرض، وبينما هو يتأمل أعمال هؤلاء الشبان، لمح وسط القاعة المخصصة لها تمثالا يرجع إلى القرن 15 فصاح "دوناتللو وسط الوحوش!".. ومنذ ذلك الحين أصبح لقب "الحوشيين" أو "الضواري" علما على هذه الجماعة درس البيانو (1916) متحف الفن الحديث. نيويورك وكان من بين هؤلاء الشبان ماركيه ودوفي وفان دونجن وفلامنك. أما زعيمهم فكان هنري ماتيس الذي لم يكن يفكر حتى سن العشرين في أنه سيكون له شأن بالفن. كان قد درس القانون واشتغل بمكتب أحد المحامين، ولكن تصادف أن ألم به مرض ألزمه الفراش عدة أسابيع، وحدث أن نصحه أحد الأصدقاء أن يتسلى بالرسم بالألوان خلال فترة النقاهة، فلم يلبث أن ولع بالألوان ولعا شديدا، وشعر كأنه ولد ولادة جديدة فانكب على التصوير بعد شفائه، وقد آمن بأن الفن - لا القانون - هو ما خلق ل...