سامح قاسم يكتب: في وداع السأم ومديح المتعة

"يضطرني الفقر إلى الإسراع بكتابة شيء أعيش منه" قالها دستويفسكي ورحل غنيا بمحبة أهل الكتب، لكن ثمة أسبابا أخرى تدفع للكتابة فها هو صاحب "المدارين.. السرطان والجدي" يقول لك: أكتب عندما تحب". وكان ماركيز لا يكتب الا عندما يشعر بالحزن، والصداع وحده كان قادرا على إجبار "نيسين" على المكوث أمام طاولة الكتابة بالساعات. واستعان الماغوط على وحدته وعزلته أيضا بـ"حزن في ضوء القمر" و"العصفور الأحدب" وغيرهما. عندما تضطرك أي من هذه الأسباب للكتابة فلا تشغل نفسك سوى بما يدور في رأسك وتريد أن تفض به بكارة دفترك أو رزمة أوراقك. فها هو أنطوان تشيخوف يكتب على حافة النافذة في منزل يشاركه فيه آخرون، وكان "ليرمونتوف" يدون أشعاره في أي شيء يعثر عليه أمامه، ولم يكن "تولستوي" يجلس للكتابة إلاَّ بعد أن يكون على مكتبه رزمة من الورق الجيد. ليس مهما أين تكتب ما يهم هو أن تكتب حتى ولو كان ذلك في مقهى بائس ورخيص ففي هذه المقاهي كتب الشاعر الفرنسي "برانجيه" قصائده، واتفق معه "إهرنبورج" على أن أجواء هذه المقاهي مناسب جدا للكت...