إدواردو غاليانو: كاشف الحاضر، حارس الذاكرة

تقديم على شهرته الواسعة في اميركا الجنوبية وسائر العالم، لا يزال ادواردو غاليانو شبه مجهول في عالمنا العربي. تناقلت اسمه الصحف العالمية عندما قدّم الرئيس الفنزويللي هيغو تشافيز الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في العام ٢٠٠٩ نسخة من كتاب غاليانو الكلاسيكي «الشرايين المذبوحة لاميركا اللاتينية». يؤرخ «الشرايين» (١٩٧١) للاستغلال الاقتصادي لاميركا الجنوبية من قبل الولايات المتحدة خلال خمسة قرون. ويفتتح الكتاب بهذه الجدلية: «يقضي توزيع العمل بين الامم ان تتخصص أمم بالفوز واخرى بالخسران». وإذ يتساءل المؤلف عن اسباب فقر اميركا الجنوبية، يجيب انها فقيرة لأن الرأسمالية أفقرتها: «كانت هزيمتنا دوما مضمرة في انتصار الآخرين. ولقد أنتجت ثروتنا دوما فقرنا من خلال تغذيتها ازدهار الآخرين». ولد ادواردو غاليانو عام ١٩٤٠ في الاوروغواي، وعمل في الصحافة اليسارية في بلاده فسجن بسبب كتاباته ضد الانقلاب العسكري عام ١٩٧٣ وسلك طريق المنفى بعدما وضِع اسمه على لائحة المطلوبين للقتل على يد «مفارز الموت». تنقّل بين الارجنتين واسبانيا خلال إحدى عشرة سنة. حاولت دكتاتوريات الاورغواي وسائر بلدان اميركا الجنوبية منع كتابا...