نشيدُ حُبِّه المفقود | راؤول سوريتا | ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة

[كتب الشاعر التشيلي راؤول سوريتا هذه القصيدة قبل عودة الديمقراطية إلى بلاده بست سنوات تقريباً، وهي مُهداة إلى المفقودين خلال تلك الفترة والذين تجاوز عددهم الآلاف ليس في تشيلي فقط، بل في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية كالأرجنتين التي اكتوت بلهيب الحكم العسكري أيضاً؛ حيث مورست في تلك الفترة أبشع مظاهر انتهاك حقوق الإنسان، وطورد المثقفون، وشرّدوا ونفوا، أما المفقودون فقد كانت الدولة تمحو كل آثارهم، جثثهم، أوراقهم الثبوتية، وكل ما يدل عليهم فتتضاعف مأساة ذويهم ليس لمجرد موت قريبهم، بل حتى لعدم استطاعتهم الحصول على جثته كي يتيقنوا من مقتله. القصيدة بعنوان "نشيد حبّه المفقود"، قد تكون موجهة لامرأة بعينها فُقدت خلال تلك الفترة أو للحب المفقود ذاته؛ فالقصيدة تمثل لحناً جنائزياً لأولئك المفقودين الذين لم يُعثر على جثثهم، إذن غياب الجثة يعني عدم وجود قبر، وبالتالي تُلغى الطقوس الجنائزية المعتادة في تلك المناسبات، لتنشد الجموع المفجوعة ذلك اللحن الجنائزي. هي قصيدة طويلة تتميز فيها ثلاثة أصوات تلتقي في نهاية المطاف؛ صوت شاهد لأحد المُعذَّبين، يسجل الأحداث بنبرة مذهولة عامية، أُخروية لاهو...