المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 2, 2015

نشيدُ حُبِّه المفقود | راؤول سوريتا | ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة

صورة
[كتب الشاعر التشيلي راؤول سوريتا هذه القصيدة قبل عودة الديمقراطية إلى بلاده بست سنوات تقريباً، وهي مُهداة إلى المفقودين خلال تلك الفترة والذين تجاوز عددهم الآلاف ليس في تشيلي فقط، بل في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية كالأرجنتين التي اكتوت بلهيب الحكم العسكري أيضاً؛ حيث مورست في تلك الفترة أبشع مظاهر انتهاك حقوق الإنسان، وطورد المثقفون، وشرّدوا ونفوا، أما المفقودون فقد كانت الدولة تمحو كل آثارهم، جثثهم، أوراقهم الثبوتية، وكل ما يدل عليهم فتتضاعف مأساة ذويهم ليس لمجرد موت قريبهم، بل حتى لعدم استطاعتهم الحصول على جثته كي يتيقنوا من مقتله. القصيدة بعنوان "نشيد حبّه المفقود"، قد تكون موجهة لامرأة بعينها فُقدت خلال تلك الفترة أو للحب المفقود ذاته؛ فالقصيدة تمثل لحناً جنائزياً لأولئك المفقودين الذين لم يُعثر على جثثهم، إذن غياب الجثة يعني عدم وجود قبر، وبالتالي تُلغى الطقوس الجنائزية المعتادة في تلك المناسبات، لتنشد الجموع المفجوعة ذلك اللحن الجنائزي. هي قصيدة طويلة تتميز فيها ثلاثة أصوات تلتقي في نهاية المطاف؛ صوت شاهد لأحد المُعذَّبين، يسجل الأحداث بنبرة مذهولة عامية، أُخروية لاهو...

شعر من كوستا ريكا: في الفناء تصرخ الصفعات | نوربيرتو ساليناس |ترجمة وتقديم: د. طلعت شاهين

صورة
يعتبر الشاعر نوربيرتو ساليناس Norberto Salinas واحدا من أهم شعراء كوستاريكا المعاصرين، وينتمي إلى أسرة من الممارسين للإبداع بمختلف أشكاله وألوانه، فشقيقته “السا” فنانة تشكيلية معروفة على المستوى الوطني في بلادها والمستوى الدولي أيضا، وابنها الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة أقام معارض عديدة ولوحاته مقتناة في العديد من المتاحف والمقتنيات الخاصة. ولا ترجع أهمية روبيرتو ساليناس إلى كتابته القصيدة الملتزمة سياسيا واجتماعيا فقط بل إلى إيمانه بأن الشاعر يجب أن يهبط من برجه العاجي ويختلط بالناس ويمارس العمل اليومي، لذلك فهو مشارك في الكثير من الأنشطة الثقافية التي تقام في بلاده والبلاد المجاورة لها بمنطقة وسط أمريكا اللاتينية، ومن خلال موقعه كرئيس لبيت الشعر في سان خوسيه يقود مجموعة من الشعراء والمبدعين الشباب الذين تربوا على حب الإبداع والعمل الجماعي من اجل تطبيق ما يرونه دورا يجب أن يلعبه المبدع. ورغم شهرة روبيرتو ساليناس المبكرة التي كان يمكن أن تقوده إلى احتلال منصب ثقافي أو سياسي في بلاده إلا انه إيمانا بأن المبادئ الإنسانية يجب الوقوف إلى جانبها في اي مكان فقد انضم إلى إحدى كتائب المقاومة الم...

الأيام وابتكاراتها | ألبارو سوليس | ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة

صورة
"الكلمات، العيون التي ربَّما يجبُ علينا ألَّا نراها". (خوسيه كارلوس بيسيرّا) صمت الأيَّام، ألواحٌ صغيرةٌ على كتفٍ مهزوم/ المطر يتآكلُ في قطراته على نقطة إسمنتٍ واحدة/ كلماتٌ، واحدةٌ تلو أخرى، تعكِّر الهدوء للتّعب/ تنضجُ الكلمات بعيداً عن الشجرة/ في مكانٍ آخر، أجسادها تحمل المعنى/ ألواحٌ صغيرةٌ في يدٍ متعبةٍ، صامتة على آذان من يريد الاستماع. * كلماتٌ في عيون الأعمى الذي ما زال يرفع رأسه ليفكَّ شيفرة النجوم. * في ذاكرة الخطط والأيَّام، البحر الذي ما زال يغضب في الليل. * كلماتٌ مهمةٌ نهائية، أضواء صغيرةٌ ترتجف من بعيد. لأنها وحدها حين لا يراها أحد، الكلماتُ تُرشد السفن حينما تهز العاصفة براعة الغرقى. يوم أحد الجذور العالية المنحنية تحتفي برحيل الطرق المُذهلة، بتدخل الأقبية والسفن. وبالشاعر سانت جون بيرس * أريد بساطاً نفترشه في المساء وأن أتذكَّر أنني خلعتُ العشبة السيئة بيديّ، وأنا أُخرج من الشمس الجذور التي نبتت برضاها تحت الأرض. * خلعتُ العشبة من حقولٍ حصدها أبي بالليمون البرتقالي الأصفر. وأتذكَّر حينما أقام أبي حداداً للكماته على الجدار، وحينما قرّر أنَّ الحقائب ليست مُهمّة ف...

أول ترجمة عربية لرائد الشعر الإسباني روبين داريو | عبد الهادي سعدون

صورة
من الجميل أن يحظى القارئ العربي أخيراً بترجمة لمختارات شعرية لرائد الشعر المعاصر المكتوب باللغة الإسبانية روبين داريو (نيكاراغوا 1867ـ إسبانيا 1916))، ومن المستغرب بالوقت نفسه أن تجيء متأخرة كل هذا الوقت وهو الذي له الشأن الأكبر بكل تطورات الشعر الحديث في إسبانيا وأميركا اللاتينية. الترجمة الأولى تجيء منشورة عن دار سنابل في القاهرة وعلى يد الكاتب والمترجم المصري المعروف طلعت شاهين، الذي أتحفنا قبل ذلك بترجمات مهمة لأسماء عديدة من الأدب المكتوب بالإسبانية مثل ماركيز، كلارا خانيس، جوردي استيفا، نوريا آمات، جيوكاندا بيللي، خوليو ياماثاريس وغيرها. في هذا الكتاب المترجم الجديد تتقدمه دراسة مطولة ومهمة عن تطور ودور روبين داريو في مسار الشعرية الإسبانية مع نهاية القرن التاسع عشر وبدايات العشرين ضمن موجات ما سمي بحركات المودرنيزيم التحديثية والذي يعتبر داريو رائدها الأكبر والأكثر تأثيراً في مسار الشعرية والأجيال التالية. الكتاب المنشور (يتضمن النص الأصل بالإسبانية) ترجمة أستطاع مترجمها الإقتراب بشكل كبير من نقل روحية النص الإسباني وانشغالاته الداخلية فضلاً عن تبيان علاقة القصيدة بمحيطها وظرفها...

ضدَّ الصيف | ميخائيل لاماس | ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة

صورة
[إلى رافائيل وروبرتو أوروسكو] لوقتٍ طويلٍ تخبرك أمُّك أنَّك تستطيع اليوم أن تقليَ بيضةً على مظلَّة سيَّارةٍ ما لو أردت، وأنَّهُ ليس من المناسب الخروج إلى الشارع في عزِّ الظهيرة، وأنَّ الجميع مستاءٌ لدرجة خمسين. أخبرك أنَّ صحف اليوم تقول: إنَّ أعداد من سقطوا قتلى في تجارة المخدِّرات لهذا العام، تفوق أعدادهم في حرب العراق. لا تعلم هل تقول لهم إنَّهم يبالغون أو إنَّهم في النهاية، ربَّما، كانوا على حق. أهو الصيف فقط الذي يُلقي نكاته؟ يومٌ آخر، ولأمِّك الصوت نفسه وبه شيءٌ من التراب والنبات، ذلك أنَّها لا تستطيع أن تشرح لك كالحياة التي تكون أحياناً مرآةً تضاعف الموت. ولهذا فإنَّ صوت قريبك رافائيل من قبره يتبعك متسائلاً: ما الذي يفعله الشعراء ليفوزوا بالحياة؟ لكنّه لم يعد حيّاً ليشرحَ كيف لا يفوز شاعرٌ بالحياة، الحياة التي تكسب اللعبة بالمكائد مقبولٌ لو قلنا إنَّها غير عادلةٍ كالموت. * لم تُرد البقاء. لم تُرد تعلُّم البقاء. أن تستسلمَ لارتشاف كلِّ النور الذي لا يفنى أبداً. بطريقةٍ ما، الذكرى تغريك، تجعلكَ تتردَّد في حمل يديْك على لمس ما لا تملك. ومن أجل لمسه أوَّلاً يجب أن تعرف كيف تقوله، أن ...

خورخي لويس بورخيس سيرة حياة وسيرة كتابة | دونالد هيز | ترجمة: نزار عوني

صورة
خورخي لويس بورخيس سيرة حياة وسيرة كتابة     يذكر خورخي لويس بورخيس أنه نشر كتابه الأول Fervor de Buenos Aires أو حمى بيونس ايرس في بداية عام 1923 بعد عودته من أوروبا بعامين مع أسرته. وطبع الكتاب في خمسة أيام لاضطرار الأسرة إلى العودة إلى أوروبا بسرعة من أجل أن يستشير أبوه طبيب العيون في جنيف. وقد أخرج الكتاب بروح صبيانية فلم يراجَع ولم يكن به فهرس محتويات ولا أرقام للصفحات. وأعدت أخته نورا بورخيس كليشيه خشبيًا كغلاف. وطبع من الكتاب 300 نسخة. ولم يفكر بورخيس قط في إرسال نسخ إلى بائعي الكتب أو النقاد لمراجعتها. ويروي بورخيس وسيلته الغريبة في توزيعه بأنه قد لاحظ عددًا كبيرًا من الناس يرتاد مجلة NOSTROS، وهي إحدى المجلات الأدبية الرزينة في ذلك الوقت، وكانوا يتركون معاطفهم معلقة في غرفة الملابس، فأحضر بورخيس مئة وخمسين نسخة من كتابه وطلب من أحد أصدقائه من محرري المجلة أن يدس في جيوب المعاطف. وقام صديقه بالمهمة على خير وجه. وعندما عاد بورخيس بعد غياب وجد أن "قاطني هذه المعاطف" على حد قوله قرأوا قصائده، وحتى بعضهم كتب عنه، وفي الحقيقة حاز بورخيس بعض الشهرة كشاعر من نشر هذا الكتاب. و...