أرنالدو كالفيرا الأرجنتين ترجمة : صباح زوين

حديقة ذات أجنحة التقيت الشاعر الأرجنتيني أرنالدو كالفيرا في باريس سنة ،١٩٩٢ وكان موعدنا في ساحة سان سولبيس، كان الوقت ظهرا، والفصل صيفا أو ربيعاً، والشهر حزيراناً، والمناسبة احتفاءً بالشعر كما جرت العادة والتقاليد، كل سنة، في هذه الساحة الباريسية. كنت قد تلفنت له من لاروشيل، واتفقنا على موعد. قلت له كيف سأعرفك، قال » إني متوسط القامة، شبه أصلع، أزرق العينين«. وصلت الى باريس في القطار السريع، وفي رأسي حيرة إذ هذا الوصف لا يكفي، لكني حدست به ولم أخطىء! هذا اللقاء كان الوحيد، اما المراسلة فكانت قائمة بيننا منذ النصف الثاني من الثمانينيات واستمرت حتى منتصف التسعينيات، على أساس اهتمامي بكتابته الجميلة، وقد بدأت أقرأه قبل أن اراه، ولا أزال. شدتني اليه لغته المختزلة، المقتضبة، الصلبة، الصعبة، ولكنها في كل الأحوال قائمة على جمالية خاصة ومفعمة شعراً. وُلد كالفيرا سنة ١٩٢٩ في ولاية إنتري ريوس في الأرجنتين. سنة ١٩٤٤ نشر أول كتاب له تحت عنوان »وُلدَ رجل «، على نفقة والدته، لكنه لاحقا ألغى هذا الكتاب من أعماله. سنة ١٩٤٩ تعرف الى الشاعر كارلوس ماستروناردي الذي تحوّل في ما بعد الى الشخصية الأساسية في...