المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 18, 2015

كأنْ تُدني وجهك من وردة مريضة | أنتونيو غامونيدا | ترجمة عن الإسبانية كاميران حاج محمود

صورة
[قصائد مختارة] (..) أشعرُ بالبرْد قُربَ الينابيع. إليها صعدتُ حتى أتعبتُ قلبي. ثمَّة أعشابٌ سوداءُ تُغطّي السفوح، وزنابقُ بنفسجيّةٌ تتخلّلُ الظلال، لكن، ماذا الذي أفعلهُ أنا أمام الهاوية؟ تحت العُقبان الصامتة، الشساعةُ تفتقرُ إلى المعنى.   (..)   أسمعُ، ما بين الروث والبُروق، صرخةَ الراعي.  ما يزال هناك ضوءٌ يلتمعُ فوق جناحَي الباشق، وأنا أهبطُ إلى ندى النيران.  سمعتُ جرسَ الثلج، رأيتُ النقاءَ فطراً، وخلقتُ النسيان.   (..)   أمام الكُروم التي أحرقَها الشتاء، أفكّرُ في الخوفِ وفي الضوء (مادّةً وحيدةً داخل عينيّ)، أفكّرُ في المطرِ وفي المسافاتِ التي عبَرَها الغضب.   (..)   يلمعُ الجثمان في الدهليز العميق، ثاوياً أمام ضفيرةٍ من قشّ، وخزائنَ قَدَرُها الظلالُ والسفرجل. فجأةً، تشتعلُ الحظائرُ بالبكاء. جارةٌ تغسل ثيابَ الجنازة وتَبيضُّ ذراعاها بين الليل والماء.   (..)   روثَ القطعانِ أرتقي، وأستلقي تحت أشجار البلّوط الموسيقية. بين جسدي والشفق تعبرُ حماماتٌ، تتوقّفُ الريح، وتندى الظلال. عشبُ الوحدة، حماماتٌ سُودٌ: لقد وصلتُ، أخيراً؛ ليس هذا مكان...

«وصف الأكذوبة» و«يشتعل الخسران» لأنطونيو غامونيدا: المراهنة على التفاعل بين الشعري والوجودي | الطاهر الطويل

صورة
بعدما تولّى الشاعر المغربي المهدي أخريف ترجمة ديوان «كتاب البرد» للشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا إلى العربية ونشره بين دفتيْ كتاب عام 2005، تعززت المكتبة العربية حديثاً بترجمة مجموعتيْ «وصف الأكذوبة» و»يشتعل الخسران» للشاعر الإسباني نفسه، وهي الترجمة التي صدرت ضمن منشورات «بيت الشعر في المغرب» بتوقيع الشاعر والمترجم خالد الريسوني. ولاشك في أن ترجمة أعمال غامونيدا (Antonio Gamoneda) إلى العربية، بعد أن عرف العديد منها طريقه إلى لغات أخرى وفي مقدمتها الفرنسية، تُعدّ حوارا خصيبا، يُسهم في العبور بالصوت المتفرد للشاعر الإسباني المذكور نحو أفق التأويل والضيافة الشعرية واللغوية، بما تقتضيه هذه الضيافة من تفاعل بناء؛ مثلما يسجّل ذلك الباحث المغربي خالد بلقاسم في تقديم الكتاب. يعرّف بلقاسم «غامونيدا» بكونه واحدا من أهم الأصوات في الشعر الإسباني المعاصر بوجه خاص، والأوربي بوجه عام، وإن تأخر اكتشافه أوربياً إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. ويشير إلى أن غامونيدا ينتمي من الناحية التاريخية إلى جيل أطفال الحرب الذي بدأ الكتابة في الخمسينيات من القرن الماضي، غير أن ذلك الشاعر احتفظ بما يفصله ع...

كأنْ تُدني وجهك من وردة مريضة | أنتونيو غامونيدا | ترجمة عن الإسبانية كاميران حاج محمود

صورة
[قصائد مختارة] (..) أشعرُ بالبرْد قُربَ الينابيع. إليها صعدتُ حتى أتعبتُ قلبي. ثمَّة أعشابٌ سوداءُ تُغطّي السفوح، وزنابقُ بنفسجيّةٌ تتخلّلُ الظلال، لكن، ماذا الذي أفعلهُ أنا أمام الهاوية؟ تحت العُقبان الصامتة، الشساعةُ تفتقرُ إلى المعنى.   (..)   أسمعُ، ما بين الروث والبُروق، صرخةَ الراعي.  ما يزال هناك ضوءٌ يلتمعُ فوق جناحَي الباشق، وأنا أهبطُ إلى ندى النيران.  سمعتُ جرسَ الثلج، رأيتُ النقاءَ فطراً، وخلقتُ النسيان.   (..)   أمام الكُروم التي أحرقَها الشتاء، أفكّرُ في الخوفِ وفي الضوء (مادّةً وحيدةً داخل عينيّ)، أفكّرُ في المطرِ وفي المسافاتِ التي عبَرَها الغضب.   (..)   يلمعُ الجثمان في الدهليز العميق، ثاوياً أمام ضفيرةٍ من قشّ، وخزائنَ قَدَرُها الظلالُ والسفرجل. فجأةً، تشتعلُ الحظائرُ بالبكاء. جارةٌ تغسل ثيابَ الجنازة وتَبيضُّ ذراعاها بين الليل والماء.   (..)   روثَ القطعانِ أرتقي، وأستلقي تحت أشجار البلّوط الموسيقية. بين جسدي والشفق تعبرُ حماماتٌ، تتوقّفُ الريح، وتندى الظلال. عشبُ الوحدة، حماماتٌ سُودٌ: لقد وصلتُ، أخيراً؛ ليس هذا مكان...

الناس كالزهور- تشارلز بوكوفسكي. | ترجمة أماني لازار

صورة
بمثل هذا الغناء المتواصل في الشوارع- يبدو الناس كالزهور في النهاية الشرطة سلموا شاراتهم الجنود مزقوا زيهم وأسلحتهم. ما من حاجة هناك للسجون أو الصحف أو المصحات العقلية أو للأقفال أو الأبواب. اندفعت امرأة نحو بابي خذني! أحببني! تصرخ. إنها جميلة كسيجار بعد عشاء من اللحم. آخذها. لكن بعد مغادرتها أشعر بالغرابة أذهب إلى المكتب وآخذ المسدس من الدرج. لديها مفهومها الخاص عن الحب الحب! الحب! الحب! تغني الحشود في الشوارع. أطلق النار عبر النافذة جرح الزجاج وجهي وذراعاي. أصبت ولداً في الثانية عشرة من عمره رجلاً مسناً ذو لحية وفتاة جميلة شابة تشبه الليلك. توقف الحشد عن الغناء نظروا نحوي. وقفت في النافذة المكسورة والدم على وجهي. “هذا” أصرخ فيهم” دفاع عن الفقر نفسه و دفاع عن الحرية ليس للحب!” ” دعوه وشأنه”، يقول أحدهم “إنه مجنون، لقد عاش حياة سيئة لوقت طويل.” أمشي باتجاه المطبخ أجلس وأرتشف كأسا من الويسكي. أقرر بأن التعريف الوحيد للحقيقة (المتغيرة) هي أنها الشيء أو الفعل أو المعتقد الذي يرفضه الحشد. هناك طرق على بابي. هي نفس المرأة مجدداً إنها جميلة كإيجاد ضفدع أخضر سمين في الحديقة. بقي لدي رصاصتين و ...

9 نيسان (1970): من تشارلز بوكوفسكي إلى جون مارتن | ترجمة أماني لازار

جون مارتن صاحب مؤسسة  الدوري الأسود الصحفية من أوائل المشجعين المهمين لأعمال تشارلز بوكوفسكي. كتبت هذه الرسالة في السنة التي تلت عقدهما لاتفاقهما الشهير: طالما بوكوفسكي سيواصل الكتابة ويبقى بعيداً عن مزاولة الأعمال الوضيعة، فإن مارتن لن يكتفي بالنشر له، لكن أيضاً يقدم راتباً شهرياً إضافياً للكاتب الذي تأخر ربيعه في المجيء. إلى جون مارتن نويت إنهاء هذا البارحة، لكن شابين جاءا إلي، وهكذا أمضيت العصر كله هناك. هما لا يحبان هنري ميلر، ولا يعجبهما باوند، أعجبهما سيلين. وعندها سلمني أحدهما إحدى كتاباته. لم تعجبني. لذا فأن قادم إليك مع العمل في وقت متأخر، لكن كل شيء بات واضحاً. مع هؤلاء الاثنان، تعلمت، بالدرجة الأولى، أنه لا يوجد أية منافسة. زعم أحدهما بأنه لا بد أن يكون لديك علاقات كي تحظى بالنشر. قلت بأن شيئان ينفعان- الموهبة والموهبة، ستأتي العلاقات من تلقاء نفسها. عندما كنت شاباً و عادت تخلصت منها. يظن الجميع نفسه عبقرياً، ولهذا السبب هم ليسوا كذلك. عندما غادرا، بعد أن شربا بيرتي، أو بينما هما مغادران، قلت، ” لدي عنوان هنري ميلر إذا ما أردتما الذهاب إلى هناك.” “هذه إهانة،” قالا. يسرني...

- تيليسكوب .. قصيدة للشاعرة الاميركية -لويز غلوك- .. جلال نعيم

صورة
(( تيليسكوب )) كانت لحظة أن زاغت عيناك هناك ، عندما نسيتِ أين أنتِ لأنك كنتِ تعيشين ، كما يبدو ، في مكان ما .. حيث صمت تلك السماء الليلية . لحظة أن غبتِ عن الوجود في هذا العالم ، فقد كنت هناك ، في مكان تبدو فيه حياة الانسان بلا معنى . ما كنتِ متلبّسة في جسد ما ، كان وجودكِ مثل وجود النجوم ، وكنت تشاركينها في ثباتها ، وإتساعها .. بعدها عدت الى العالم مرة أخرى في تلك الليلة ، على ذلك التلّ البارد  وانتِ تفككين التلسكوب الى أجزاء .. وقد عرفت ذلك فيما بعد فما كانت الصورة وهماً  و إنما هي العلاقة.. علاقتك بالفضاء في تلك اللحظة الخاطفة .  ها أنتِ ذي ترين المسافات الشاسعة التي تفصل شيئاً ما .. عن آخر . لويز غلوك ترجمة : جلال نعيم

- بوكوفسكي .. في قصيدتين !! جلال نعيم

صورة
تشارلزبوكوفسكي شاعر امريكي ( 1920 _ 1994) ترجمة : جلال نعيم  (( الغرباء )) قد لا تصدّق ذلك ولكنهم هناك ذلك النوع من البشر  الذين يقضون حياتهم بالقليل من الاحتكاك بالتجارب متأنقين ، وينامون جيداً ، قانعين بحياتهم  العائليّة . هادئين  وغالباً ما يشعرون بالرضا ، ويموتون بهدوء على أسرّتهم غالباً . قد لا تصدّق  ولكن مثل هؤلاء البشر موجودون حتماً . إلا إني لست واحداً  منهم .. هم هناك دائماً وأنا  هنا . (( آه .. نعم )) ثمّة ما هو أسوأ من أن تصبح وحيداً .. فقد تُمضي أعواما و أعوام  لتلاحظ ذلك وعندما تفعل  على الأغلب يكون الوقت قد فات و تكون متأخراً ، متأخراً جداً وليس هنالك  ما هو أسوأ  من أن تكون متأخراً جداً ..

بوكوفسكي وثلاث قصائد عن المرأة .. جلال نعيم

صورة
تشارلز بوكوفسكي شاعر أميركي ( 1920 – 1994 ) ترجمة : جلال نعيم  (( قالت هي )) ماذا تفعل بكل ورق (الكلينكس) هذا في سيارتك ؟ لا نستعمل هذا النوع من (الكلينكس) عندنا .. كيف يحدث أن يكون راديو سيارتك موضوع دائماً على إذاعة ال(روك أندرول)..؟ هل تدور بسيارتك مع (شيء) شاب ؟ أنت تدلق  عصير البرتقال  على الأرض كلما ذهبت الى  المطبخ هذا المنشف رطب ووسخ .. لمَ كلما تذهبَ الى المطبخ يصبح هذا المنشف رطب وقذر ؟  وأنت تفتح الماء على مقعد مرحاضي  لم لا تنظف  جزأه العلوي ؟ لم لا تعيد فرشة أسنانك الى مكانها ؟ لم لا تنشّف موس الحلاقة الخاص بكَ ؟ أعتقد أحياناً بأنك تكره قطتي . مارثا تقول  بأنك كنت تجالسها  في ألأسفل وأنت من غير بنطلون . لا ترتدي حذاءكَ ذو المائة دولار . تلك  زبالة . عليك دائماً بإعادة كرات القطة الى مكانها . لا تقلي السمك في  المقلاة . أبداً لم أشاهد من يضغط على دواسة الوقوف في سيارة  مثلك . لنذهب  لمشاهدة فيلم . أنظر الخطأ الذي  تسقط فيه دائماً ؟ ها أنتذا تبدو محبطاً .. (( فراش آخر )) فراشٌُ آخر إمرأة أخرى  ستائر أك...