سلة المهملات | لويس ماتيو ديث | ترجمة: توفيق البوركي

إهداء: إلى الصديق محمد أنديش لويس ماتيو ديث ترجمة: توفيق البوركي كنت قد رأيت، على اقل تقدير، سبعة أو ثمانية أشخاص، لا يوحي مظهر أحد منهم بأنه شحاذ، يُدخلون أيديهم في سلة مهملات كانت متبثة إلى عمود إنارة قريب من موقف السيارات حيث اترك سيارتي كل صباح. كان حدثا تافها، خلف عندي نوعا من البغض، لأنه من الصعب أن تطرد عنك صورة تلك العادة القبيحة خصوصا إذا فكرنا فيما يمكن أن تحويه سلة مهملات من مفاجآت قذرة. كنت اعتبر وقوعي في ممارسة هذه الرذيلة أمرا غير معقول؛ لكن في تلك الصبيحة، وبعد جدال حاد نشب بيني وبين زوجتي ليلا، بسببه لم يعرف النوم طريقه إلى عيني. أوقفت سيارتي كالمعتاد وبينما كنت أتقدم باتجاه مكتبي، جذبتني سلة المهملات بشكل عجيب كمغناطيس؛ ودون أن أضع في حسباني إمكانية أن يلمحني احدهم، أدخلت يدي فيها، بنفس العزيمة الخرقاء التي رأيت من سبقوني يقومون بها. أن أقول بأن حياتي قد تغيرت بهذا الشكل، ربما أكون قد بالغت، لأن الحياة شيء أسمى من المادة ومن الحلول التي نصطنعها لتحمل حياتنا. الحياة، أولا وقبل قل شيء وفي رأيي المتواضع، إحساس بكينونتنا أكثر مما هي تقييم لما نملك. لكن علي أن اعترف ب...