المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 10, 2015

اليدان | إزكيل زيدنفرغ | ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي

صورة
بمجرد دخولهم إلى الضريح، لا أحد أراد الكلام وفقط كان يُسمَعُ في صمت السرداب المطبق لغط مولّدات الكهرباء الاحتياطية. نزلوا الدرج الحلزوني الضيق المصنوع من الرخام الأبيض والذي يؤدي  إلى باطن الأرض. وسرعان ما ظهر نذير شؤم: عاينوا وجود ما يقارب العشرين ضربة  في الزجاج المصفّح وفي الوسط ثقب. بعد ذلك، سينتبهون لعدم وجود القصيدة المكتوبة باليد الموضوعة من قبل الأرملة ("... وصلت  يد الحب خاصتك/ كأنها فراشات بيضاء...") والتي يفترض أنها كانت  فوق الصندوق الخشبي. بعد ذلك مباشرة، أمر القاضي بفتح الأقفال الأربعة الخاصة بالضريح  وعند حلول التاسعة والنصف مساء بدؤوا بفتح التابوت. في البداية، بدا كأنه مغلق لكن سرعان ما فطنوا أنه أيضاً مثقوب.  مع ذلك، رأى الخبراء أن المدنسين قاموا بثقب الزجاج بهدف التضليل: على الأرجح، وصلوا إلى الجثة باستعمال المفاتيح وبتواطؤ من حراس المقبرة. بعد إزالة الغطاء  شاهدوا أخيراً الجثمان تزيّنه بدلته الخاصة بالفريق الركن  بألوانها الزرقاء والحمراء والذهبية وعلى صدره الشريط الرئاسي ما يزال مربوطا إلى خاصرته. تفطّن الحاضرون سريعاً  إل...

فاروق وادي: صفحات من كتاب الكتابة

صورة
فاروق وادي: صفحات من كتاب الكتابة  أكتب حتّى أثبت أن العزلة تستطيع أن تكون مثمرة. هل نُصدِّق غابرييل غارسيا ماركيز عندما قال إنه يكتب ليرضى عنه أصدقاؤه. أفلا تكفي “أرانديرا الطيِّبة وجدتها الشيطانيّة”، (حتّى لا نقول “مائة عام من العزلة”) ليرضى عنه ألف صديق وصديق؟! فلماذا تعب القلب الذي أمعن فيه طويلاً ذلك المتوثِّب سرداً، وظلّ متشبثاً به حتّى عقده التاسع من العًُمر، فعاش حياته ليروي، فرضى عنه الصديق ومارّ الطريق. لماذا الإصرار على مواصلة جهد كبير يُنهك الذهن والجسد والأعصاب؟! وإذا ما صادف أن للكاتب أصدقاء لا يحفلون بالقراءة، فهل يشكِّل ذلك سبباً كافياً ومقنعاً للتوقف عن ممارسة هذه الرذيلة؟! أمام سؤال الكتابة نفسه، أجاب “لويس أراغون”: “أكتب لأدوِّن أسراري”. أمّا “جوزيه ساراماغو“، فقال أثناء توقيع كتابه “ذكريات صغيرة” الذي يروي بعضاً من سيرته الأولى، وكان حين صدور الكتاب في الخامسة والثمانين من العُمر: أكتب في محاولة لفهم أمور ما زلتُ أجهلها، ولأنني لا أملك شيئاً آخر أفعله أفضل من ذلك! “لوسيو كادوزو”، وهو كاتب من أميركا اللاتينيّة عرّفنا على اسمه “فرناندو سابينو”، ولم تحالفنا الفرصة ...