صباحاً باكراً | إغناثيو ألديكو

يملك رجل كشك البطيخ كلباً، كُليباً دهسته سيارة وقد أصبح يمشي وهو يجرّ أحد أرجله بطريقة تثير الشفقة. ينام الرجل والكلب معاً تحت لحاف عسكري في عش مصنوع من القش بين البطيخ. لا يتكلم الرجل مع أحد، لا يتكلّم حتى مع الزبائن على ما أعتقد. يستيقظ في الصباح الباكر ويغسل فمه في نافورة الماء القريبة. وبعدها ينتظر ساعةً حتى تفتح الحانة الأولى، بينما اللحاف على كتفيه وهو يتمشى. يمشي الكلب بجانبه وهو يشمُّ في هذا المكان ويلهو في ذاك. توجد في الرصيف المقابل حانة تفتح أبوابها في السابعة والنصف. يعبر الرجل إلى الجهة الأخرى من الطريق. يدخل. من الباب، يركّز ناظره على الكشك من أعلى الزجاج الإيمري. يشرب كأساً من العرق، أحياناً كأسين، عندما يكون يعاني من شدة البرد أو عندما يكون متقلباً. يشبك يديه كأنها إناء ويصب بعض الشراب فيه. يقدمه للكلب الذي يبدأ بلحسه بشراهة. الكلب أيضاً يفطر على شراب العرق. يعرف اسم هذا الرجل في الجوار فقط. اسمه روكي وكلبه اسمه كارتوشو. هذا الأخير مثله مثل كل الكلاب عديمة الأصل، نحيفة وجائعة ومبتورة الأطراف. كارتوشو هو الكلب الأصلع المتشرد، وقد تركه ثورٌ أعورَ العين بواسطة رأس قرنه، في...