تروس | كتاب الشعر

تخيّل حادثا مروريا . لنقل بأن حافلة قد تسببت بحادث، أو تعرّضت له. في جميع الحالات ستكون لديك وجهة نظر السائق، وجهة نظر الركاب (على اليمين، على اليسار، المتيقظين وغير المنتبهين على حد سواء)، وسيكون لديك وجهة نظر المارّة، ووجهة نظر الأشخاص الذين صدف أنهم كانوا يطلون من النافذة في تلك اللحظة، وبالتأكيد وجهة نظر السيارة الأخرى. سيدهشك أن ترى بأن لديك حكايات مختلفة بعدد الشخصيات. جرّب أن تكتب عن حادثٍ مروري من وجهة نظر ثلاثة شخصيات مختلفة، لكل شخصية صوتها وطابعها الخاص. يمكنك أن تكون المحقق المروري الذي يريد أن يرسم تخطيطا للحادث، وبناء عليه فهو يستجوب الشهود ويجمع قطع الأحجية من أجل بناء صورة متكاملة عما حدث. أهمية التمرين هي أن تدرك بأن لكل شخصية زاوية للنظر، وأن رؤى هذه الشخصيات دائما ما تكون نسبية وقاصرة، وأن من واجبك أن تدرك مكان القصور، وأن تتعامل معه. وافِنا بالنتائج.

تمرين: أشياء تكره ملمسها .. اكتب عن خمسة أشياء تكره أن تلمسها. ثم جِد لكل واحد خمسة صفات. (لزج، خسن، زلق، صقيل، وعر..). الهدف من التمرين ليس فقط رفع قدرتك على الوصف، بل وإيقاظ حواسك ككاتب. هذا التمرين قابل للتطبيق على أي من حواسك الخمس الأخرى: خمسة أشياء تكره رائحتها، خمسة أشياء تكره شكلها، خمسة أصوات تكره وقعها في أذنك. جرّبه مرارًا. وافِنا بالنتائج.

تمرين: جرّب أن تحب، جرّب أن تكره. اكتب عن شيءٍ كما لو كنت تحبه، ثم اكتب عنه كما لو كنت تكرهه. في الحالتينِ يجب أن تجعل القارئ يصدق شعورك حيال الموضوع. يمكنك أن تكتب عن الشمس، عن الليل، عن الضباع، عن النحل، عن القوارب أو أي شيء تريده، ويمكنك أن تكتب عن شخصٍ إن أردت. أهمية هذا التمرين هو مساعدتك ككاتب – ولا سيما في السرد – على تجاوز ذاتك، ومشاعرك، إلى اختراع مشاعر جديدة والانتساب لها. إنها تجعلك تتسع من الداخل وتنمو وتصير أكبر مما أنت عليه، يساعد هذا التمرين على التخلّص من الكتابة المفرطة في الشخصانية، وعلى الانفتاح على احتمالات كثيرة، وعلى تجربة أن تختلف عما أنت عليه داخل نصّك. إذا شعرت بأن درجة الإقناع في نصك تتفاوت في الحاليْن، أعِد الكرة. أعد الكرة حتى تشعر بأنك لو قرأت النصّين لن تصدق بأنهما لشخصٍ واحد. احرص على إتمام 150 كلمة على الأقل في كل حالة. تذكر بأن الكتابة عضلة. وافِنا بالنتائج!

تمرين في قوة الملاحظة هذا التمرين معنيّ بتطوير قدرتك على الملاحظة ككاتب. اختر لوناً، ثم اذهب للسيرِ في مكانٍ ما ( يمكن أن يكون هذا المكان غرفة نومك بالذات!)، وحاول أن ترصد بعينك عدد الأشياء التي رأيتها باللون الذي اخترته. عند عودتك، اكتب عن الأشياء التي رأيتها. ضع قائمة بها. حاول أن تكتشف العلاقات بين تلك الأشياء، أو أن تخلق تلك العلاقات. الهدف من التمرين هو أن تصبح أكثر قدرة على الانتباه، على الإنصات إلى الموجودات من حولك، على رصد الأنماط والعلاقات الخفية. تذكر بأن الكتابة عضلة وأنك تحتاج إلى تمرين. وافِنا بالنتائج.

صفحات الصباح للتخلص من حبسة الكاتب  جوليا كاميرون منذ اليوم حاول أن تضبط المنبه أبكر من ساعة استيقاظك المعتادة بنصف ساعة. خصص هذه الفترة للكتابة. واذهب إليها مباشرة. اذهب إلى الكتابة دون أن تخرج من السرير وقبل أن تغتسل وتنظف أسنانك. اذهب ونصفك لا يزال عالقا في حلم الليلة الماضية. جوليا كاميرون، صاحبة كتاب طريق الفنان اخترعت صفحات الصباح من أجل تحقيق اتصال مباشر بينك وبين الفنان في داخلك. الفكرة تقتضي ببساطة أن تكتب ثلاث صفحات يوميا، حتى لو ملأتها بالهراء، حتى لو كتبت” لا جدوى من هذه الكتابة العابثة، وأنا لا أصلح لشيء”، حتى لو كتبت” لا أريد الذهاب إلى العمل وهذا العالم لا يوافق مزاجي” .. أيا كان ما تكتبه، ومهما بدا ذاتيا أو سلبيا أو سخيفا أو مضحكا، فهو في النهاية جسر يأخذك إلى الكتابة في شكلها الأكثر بساطة. صفحات الصباح، بحسب جوليا كاميرون، قادرة على تحفيز قدراتك الإبداعية، وإذا عدت لقراءتها (وينصح بأن لا تقرأها قبل مضي شهر على الأقل) فستجد سطورا تفاجئك، ويمكنك أن تصنع منها – لاحقا – نصوصا مكتملة وناضجة وجميلة. وافِنا بالنتائج.

أن تكتب الشيء دون أن تسمّيه  هل تستطيع أن تكتب عن الحب دون أن تذكر كلمة حب؟ هل تستطيع أن تكتب عن الحزن دون أن تذكر كلمة حزن؟ هل تستطيع أن تظهر المعنى دون أن تمليه صراحة على القارئ؟ دون أن تمارس أي نوعٍ من الوصاية، دون أن تخبر القارئ كيف يفكّر، وكيف يفهم ما تكتبه؟ تمرين هذا المساء يتمحور حول قدرتك على إظهار الفكرة بلا وصاية. إنها شكل من أشكال الديموقراطية الفنية! اكتب عن الوقوع في الحب دون أن تستخدم كلمة حب. ملاحظة: لا يسمح باستخدام مرادفات بديلة. وافنا بالنتائج!

ماذا لو؟  ابحث عن نهاية مختلفة يحتاج الكاتب إلى مخيلة خصبة. ولكي تنعش قدرتك على التخييل، ليس ثمة ما هو أفضل من سؤال: ماذا لو؟  استعن بقصة قرأتها، ويمكن أن تكون حكاية مشهورة مثل ليلى والذئب أو سندريلا أو أي رواية تريد، وتخيل لها نهاية مختلفة. تمرين من هذا النوع من شأنه أن ينمي قدرتك على الإتيان بالبدائل، وتفجير الاحتمالات الكامنة في النص، ومفاجأة القارئ. وافِنا بالنتائج.