ثلاث قصائد نثر للشاعر السلوفيني اليش ديبلجاك | ترجمة عبـد القادر الجـنابي

1 في هذه اللحظة، في عتمة غرفةٍ باردة، يقتربُ الرّعدُ من بعيدٍ، عبر النوافذ العاصفة والألواح المُغبرة، الماء في الوعاء لا يغلي، حين تلهث السّمكة تحت الجليد، حين ترتجفُ نصف نائم، كما لو من دون أمل، حين قطيع – سرب أيائل ترك السّبَخات الجافة عميقاً في الغابات ويجيء إلى الحدائق في المدينة، هذه اللحظة العابرة، حين يشرّح البردُ خلال عمودك الفقري، حين يتصدّع العسل المُتَجَسِّئ في الجِرار، حين فكرةُ يدِ امرأةٍ – موضوعةٍ على صدغِ الميت - تقترب أكثر فأكثر، حين تبدأ بالنهوض من أعماق الذاكرة، قرى مُدمَّرةٌ كنت تودّ أنْ تنساها، حين يحرق الإحساس بالذنْب والحقيقة معدتَك، حين تندفع الديوك البرّية الخائفة، من النسيج المعلّق على الحائط، حين يترك الحراس مواقعَهم يصفّر واحدُهم للآخر، ثاقبين الهواء، حين تكسّرُ حجارةٌ حادةٌ دماغَك، أَعليَّ أن أذكّركَ بأن جسدك المجروح لن يكون مختلفاً عن ظلٍ تلقيه جَنْبةٌ منعزلة، على الأرض المهتزة، شرق عدن؟ 2 باعْتدالٍ، راقبَها من خلال ظلالِ أثاثٍ مرتبةٍ عَرَضاً في الغرفة الضيّقة، خلال ستارٍ رفيعٍ منسدلٍ فوق المرآة المعلقة في الدولاب، خلال بصيصِ ضوءِ الشّمس والغبار يشطر الغرفة...