المشاركات

موقع تكوين | ألبرتو مانغويل: القراءة من أجل الحياة | ترجمة: جهاد الشبيني

صورة
                                                                                 “اِقرأ لتحيا” جوستاف فلوبير في خطاب إلى الآنسة شونتبي يُنظم المرشدون السياحيون جولات في طرقات “عوليس” و”دون كيخوتي” المُرهقة؛ يُقال إن مبان متداعية تأوي بداخلها غرفة نوم “ديدمونة” في “البندقية” وغُرف “شهرزاد” في بغداد، تؤكد إحدى القرى الكولومبية أنها ماكوندو “أورليانو بوينديا” الحقيقية، وتفخر جزيرة “خوان فيرنانديز” بأنها استقبلت الإمبريالي الفريد “روبنسون كروزو” منذ عقود. على مدار سنوات، شُغِلت خدمة البريد البريطانية بمراسلات موجهة إلى “السيد المحترم. شِرلوك هولمز” على العنوان البريدي “221 ب – شارع بيكر”، بينم...

يَعْزِفُ للرّيح مبارك وساط | ترجمة إلى الإنجليزية سهاا السباعي

صورة
يَعْزِفُ للرّيح  مبارك وساط قَبْلَ الغُرُوبْ  نَفَضت الحُقُولُ عن ظُهُورِها  قُطعانَ المَواشي  فلم تُبْقِ منها في جنباتها  ذهبيّةِ الحُمرةِ من أثرٍ، سوى  رائحةِ صُوفٍ  وذكرى أسنان تمضغ عشْبًا  وصدى ثغاءٍ  يبتعدْ  عادَ الرُّعاة، إذنْ، حَزَانَى  وقصْدَ الاخْتِفاء عن الأنظَار  دَلَفُوا  إلى الزَّرائبْ  وَحْدَهُ الرَّاعي الأحمقْ  بَقي واقفًا  وسط القريَهْ مُتهلِّلا، يَعزف للرّيحْ  مُتَرَجِّيًا  أن تجلبَ بناتِها شبيهاتِ الدِّبَبهْ  حتَّى يرتعبَ منهنَّ الأطفال  الذين تحلّقوا من حوله  فيضحكَ مِن قفزاتِهمْ  ومن صياحهمْ  ومِنْ رَفْعِهِمْ لعقائرِهِمْ  بنداءِ  أمّهاتهمْ He plays for the wind Mubarak Wassat Translation by Soha Al Sebai Before sunset The Fields get rid of The herds of cattle Nothing left of their  Golden reddish color, but The smell of the wool And a memory of teeth chewing grass ...

قصائد | مها بكر | ترجمة إلى الإنجليزية سها السباعي

صورة
مها بكر 1 العاشقات في تورا بورا  يرتدينَ النقاب ، و من ألوان أحذيتهن البلاستيكية ، يعرفُ كل رجل ٍ حبيبته . 2 يتطيبّنَ بالبخور  و هنَّ ذاهبات  إلى دروس محو الأميّة ، امرأة ٌغريبة ترافقهن  حتى نهاية الطريق ، بغنائها تغشّ الجنود الأميركان  يطلقون الرصاصَ في الهواء  و يلعقونَ دموعَ الهنود الحمر  عن الزناد . 3 أهدته طنبوراً ، و ما زالَ يبكي  كلمّا تحدّثَ أحدهم عنها بسوء  في دار الشورى ، و سرقَ عصفوراً  من على حبل ِغسيلها . 4 على المقصلة لم يتركوا أثراً ، امرأة ٌغيري في كشمير  كانت تُنجبك َ و هم يرجمونني بالحجارة . 5 الملاّ بهاء الدين أحبَّني ، و في كنيسة مار أفرام ، وجدوه يُعمّد تلاميذَ محمد . 6 كانت جثتكَ ، تلكَ التي سحلتها الدبابة ، تحدثّوا عنها في خبر ٍعاجل ،  لم تكن صدفة ، أن تقع َصورتكَ ، من على الجدار الطيني ، و ينكسر قلبي . 7 أتيمّم بالتراب  و أقبّلكَ  كما تفعل الشاعرات البشتونيات  و ه...

من سنو وايت، إلى الأمير | كريس توسا إلى سوزان توماس ترجمة: سها السباعي

صورة
من سنو وايت، إلى الأمير كريس توسا إلى سوزان توماس ترجمة: سها السباعي الحقيقة، لم تكن حياتي حكايةً خيالية، ذلك المساء، تمددتُ، جثةً مبتسمة تحت سماءٍ زجاجية، وتفاحةٌ فاسدة محشورةٌ في حلقي مثل ورمٍ سرطانيّ أسود، وقبلتك اللزجة تموت على شفتيّ. هل صدقتَ حقًّا أن قبلةً يمكنها أن تشفي السم الذي يسري سريعًا في عروقي، بينما أنت واقفٌ هناك، إلى جوار حصانك القبيح الأبيض وأصوات الأقزام تطن كالذباب في الهواء المتضوع بشذا التفاح أتمنى لو كان بإمكانك رؤيتي الآن كيف آخذ إلى السماء، ساحرةً بدون مكنستها الطائرة، ظلاًّ خاويًا أسود بنجوم بدلاً من الأسنان، وغزالٌ مذعور في أجمةٍ شائكة، يبتلع ظلال الأشجار. أتمنى لو كان بإمكاني أن أنسل داخل جسدي الجميل الناصع، ولو لمرةٍ واحدة، قدماي الجميلتان البيضاوان محشورتان في خُفِّيَّ الأسود، وأنفاسي المسممة تكسو المرآة المبتسمة بالندى. أتمنى لو كان بإمكانك أن ترى الضوء المتدفق من إهابي. أتمنى لو كان بإمكانك أن تسمع الأغنيات التي تشدو بها عظامي. Snow White, to the Prince  Chris Tusa after Susan Thom...

الأمريكان الجنوبيون | خوان جيلمان / Juan Gelman

صورة
هل غادر عبر الريح أم هو من حيل الحنجور الأخضر ؟ أغادر ايزيدور دوكاس دو لوتريامون * عبر الريح أم كان: من حيل الحنجور الأخضر ايزيدور الحب الآخر آكل الوجوه العفنة الكآبات واليأس الآلام البيضاء والغضب الحزين مستنفرا شجاعته مستبدلا البؤس بوميض أو آخر *** الأمريكي الجنوبي الرائع بطحالب في فمه من أين يجيء بهذا الألق ؟ وجدها في الوجوه العفنة حزن، كآبات آلام بيضاء وغضب حزين تمس قلبه تعفنه ـ كما يقال ـ تسلمه لليأس والحزن رأيناه كطائر صغير في زاوية " كانيلون و بول ميش " يسرح الحزن كخطيبة نقية تخبىء الاغتصابات التي داهمت الحي *** " آه.. أيتها الخطيبة الرقيقة " يخاطبها مستندة على ذراعيه المفتوحتين، وكبحر يخرج من نظراته، فمه قبضتيه وعنقه " لنر.. كيف تموتين يا جميلتي " يخاطبها حين يحبها ـ في باريس ـ يجردها من سلاحها كعيد ونار بالأمس ما تني تدوي في غرفة بحي " بواسونيير " تنضح بالعرق الأمريكي *** أيا.. دوكاس لوتريامون أيها المونتي فيدي ايا... ايا أو فيد اوو مونت... لموتك كما لكرة ذهبية سعيرا مستلا الحزن ضُرب عنقه الغضب خبى ذهب عبر الريح ـ هذه المرة فقط ـ حيث مات ...

قصائد | ماريو بينيديتّي | ترجمة وليد السويركي

صورة
ماريو بينيديتّي * وليد السويركي   قصائد  ترجمة وليد السويركي  1  ورقةٌ مبتلّة  بالأنهار بالدم بالمطر بالندى بالثلج  بالدموع  لقد اعتادت القصائد أن تكون ورقاً مبتلاً.  2  هذا بيتي  هذا بيتي، لا شك، لقد «حدثتُ» هنا؛ وهنا خدعت نفسي خدعة هائلة.  هذا هو بيتي، حبيس الزمن، يأتي الخريف ويدافع عنّي، أما الربيع فيدينني،  عندي ملايين الضيوف يضحكون، يأكلون، يتحابوّن، ينامون، يلعبون، ويفكّرون؛ ملايين الضيوف الذين يصيبهم الضجر وتنتابهم الكوابيس والنوبات العصبيّة.  لا شكّ، هذا بيتي، تمرّ الكلاب من أمامه وأبراج الكنائس  تجلده أشعة الشمس وذات يومٍ سينشطر إلى نصفين  وأنا لا أدري إلى أين المفرّ فأبوابه كلّها تفضي  إلى خارج العالم.  3  هايكو  لم أعد أذكر إن كانت الشمس ذاكرة  عند الغسق ***** تعبر الصواريخ مرتوية بهمجية معولمة ***** المشاعر  بريئة  كسلاح أبيض ***** يدا عازف بيانو أو يدا حداد مجنونتان تلكما اللتان تتحدّثان إلينا ***** اعتاد المنفيّ  ضجر الحنين ***** عبر ذلك الجسر تعبر أوهامٌ،...

ليلة القبيحين/ماريو بينيديتي

صورة
ليلة القبيحين/ماريو بينيديتي 1 كلانا قبيح. لسنا قبيحين بالمعنى الخلقي العادي للقبح. فهي لديها وجنة غائرة. مذ كانت في الثامنة من عمرها، حين أجروا لها العملية الجراحية. أما ندبتي الواسعة المقرفة إلى جانب الفم فسببها حرق فظيع، حدث مع بداية مراهقتي. لا يمكن القول كذلك إن لنا عيوناً ناعسة، مثل ذلك النوع من مصابيح الإغواء التي يتمكن القبيحون المريعون أن يقتربوا، من خلالها أحياناً، من الجمال. لا، ولا بأي حال. فعيناها مثلما هما عيناي إنما هي عيون ضغينة وغيظ، لا تعكس سوى القليل، أو لا شيء، من الاذعان الذي نواجه به سوء حظنا. ربما هذا هو ما جمع بيننا ووحَّدنا. ربما لا تكون كلمة «وحَّدنا» هي الدقيقة والمناسبة. فأنا أعني الضغينة المتمادية التي يشعر بها كلٌ منا بسبب وجهه. التقينا عند مدخل دار السينما، وقفنا في الدور من أجل أن نشاهد، على الشاشة، جميلين لا على التعيين. وهناك نظر كلٌ منا إلى الآخر أول مرة دون تعاطف، ولكن بتضامن غامض. هناك بالذات سجلنا، منذ النظرة الأولى، وحدتنا المتبادلة. جميع من في الصف كانوا مثنى مثنى، وقد كانوا يشكلون ثنائيات حقيقية: زوجان، خطيبان، عشيقان، جدان، وما أدراني. كل واحد ...