المشاركات

الجمال النسوي | أندره بروتون

صورة
الجمالُ النسويّ ينصهرُ ، مرةً أخرى ، في بوتقةِ الحجارة النادرة جميعاً . و هوَ لا يثيرنا و لا يملأنا حماساً و لا يجنُّ جنونه أكثر منه في تلك الهنيهة التي بمقدورنا أن نتصوّره فيها كامل التَحرُّر من الرغبة في إغواء هذا أو ذاك ،  هؤلاء و أولئك بقطبيّتهم . جمالٌ دون هدفٍ مباشر ، دون مصير يعرفهُ هوَ ؛ زهرةٌ ما سُمع بمثلها مكوّنةٌ من هذه الأعضاء المبعثرة كافّةً في سرير لهُ أن يدّعي بأن حدودده هي حدود الأرض ! في هذه الساعة يبلغُ الجمال أوجّه الأرفع فيمتزجُ بالبرارة ؛ وهو المرآةُ الكاملة التي فيها... كلٌّ ما كان وكلُّ ما هو مدعوٌّ الى أن يكون ، يستحمّ - يالحسنه - في ما سيكون هذه المرّة . القدرةُ المُطلقة ، قدرةُ الوجدانيِّة الشاملة ، و هي سلطانُ الليل ، تخنقُ المقدّرات الاتفاقيّة : الشَّوك المشتعل يستمرُّ على بنيانِه المدخِّن ، بنيانِه الأكمل . أيكونُ الطقسُ صاحياً أم ستنهمرُ الأمطارُ . زوايا الغرفة المأهولة تغرقُ في النُّعمى ، فتبدو الغرفةُ جميلةً كما لوْ كانت فارغة . الشَّعرُ البطيءُ على الوسادات يتركُ خيوطاً بها تتعلّقُ خصلةُ الحياةِ المُتصرّمة بالحياةِ التي ستُعاش . التّفصيلُ العاصفُ ال...

في وادي العالم | أندره بروتون (الشعر الفرنسي) André Breton

صورة
  بهائم منفصلة تجول حول العالم وتسأل طريقها هواي الذي يجول هو الاخر حول الارض لكن في اتجاه معاكس ينجم عن ذلك التباسات كبرى الصين تخضع للحظر شبه الجزيرة البلقانية يتجاوزها قسم من الموكب في المشرق ستة عشرة زحافة منجمة انطلاقا من نار جوفية رفعت على قمة سارية محرّضة للسماء تحي افتراب اللبدات البيضاء الاوراق السنانية التي ترافق تمتمتها هذه القصيدة حسب زعم مغن ظل الاجنحة الاقدام الزعانف يكفي للشهرة  الافق يكثّف الابخرة الثمينة القردة البحرية المتدلية من اشجار المرجان والسنونوة التي تعيش في الحطام تظهر الغاية المحقونة بالورود والكوكايين درجات العنبر التي تقود الى عرش الافكار تهرق الدم الموشوري اذان الفيلة التي كانت تبدو شواهد قبور في وادي العالم تعيّن نغم القرون قريبا اكثر النساء من فوق مدائن حلل القدّاس والكرز النساء المطليات بالزهور النساء اللواتي تقود قطيعهن البهائم الاسطورية يتهّمن بالصرامة المبدأ الذي يماثل النباتات الطيفية الحب ذا الاغصان الخمسة الهستيريا نديفة الشفق بالموت الموت الصغير الانتحاء الشمسي __________________________________________ 

أندريه بريتون | الارتباط الحر | ترجمة بشير السباعي

صورة
امرأتي التي لها شعرٌ من نارِ حطب التي لها أفكارٌ من بروق الحرارة التي لها خصرُ ساعةٍ رملية. امرأتي التي لها خصرُ ثعلبٍ مائيٍّ بين أسنانِ نمر. امرأتي التي لها شفتانِ من فيونكةِ شعر ومن باقة نجومٍ في عظمتها الأخيرة التي أسنانها آثارُ فأرةٍ بيضاء على الأديمِ الأبيض التي لسانها من كهرمانٍ وزجاجٍ مصقولين. امرأتي التي لها لسانُ قربانٍ مطعون التي لها لسانُ دميةٍ تفتحُ عينيها وتغمضهما التي لها لسان حجرٍ مدهش. امرأتي التي لها أهدابُ خربشات كتابةِ طفل التي حاجبا عينيها حافة عش للسنونو. امرأتي التي جبينها ألواحٌ اردوازية لسقفِ دفيئة استنبات وبخار على الألواح الزجاجية. امرأتي التي كتفاها من الشامبانيا ومن نافورة لها رؤوس دلافين تحت الجليد. امرأتي التي معصماها من أعواد الثقاب. امرأتي التي أصابعها من الحظ ومن آس القلب التي أصابعها من الهشيم المحصود. امرأتي التي لها إبطان من فراء السمور ومن جوز شجرة الزان ومن ليلة القديس يوحنا من شجيراتٍ استوائية ومن عش سمك ملائكي ذات الذراعين اللتين من زبد البحر ومن حواجز الأنهار ومن امتزاج الحنطة والمطحنة. امرأتي التي لها ساقان من ومضات تخطف الأبصار ذات حركات دول...

أمشي على حروف ميتة آخر إصدارات بيت الشعر الفلسطينى

صورة
صدرت اليوم، وبالتعاون مع "بيت الشعر" في فلسطين، المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة الإيرانية: ساناز داودزاده فَر، بعنوان: "أمشي على حروف ميتة"، وقد ترجمها عن الإنجليزية الشاعر محمد حلمي الريشة، وصمم ونفذ غلافها الفنان الإيراني: فرزاد أديبي. الجدير بالذكر أن هذه المجموعة الشعرية تصدر باللغة العربية قبل صدورها باللغة الفارسية!

(أحلمُ بالصينية) للشاعر الأميركي ويليس بارنستون | عابد اسماعيل

صورة
(أحلمُ بالصينية) للشاعر الأميركي ويليس بارنستون …      قصائد التدفّق السمفوني المصقولة بمهارة يبتكر الشاعر الأميركي ويليس بارنستون قصيدة ميتافيزيقية فريدة في شعر الحداثة اليوم، تقوم على الدّمج الفعّال بين الخطاب الفلسفي والرؤيا الشعرية، وخلق تناغم سلس بين جدلية الفكر وجماليات المجاز. ولعلّ هذا الدرس جاءه من شعراء القرن السابع عشر في إنكلترا (جون دَن، كراشو، هربرت، ومارفل)، الذين اكتشفهم ت.س. إليوت، في بدايات القرن العشرين، وقال فيهم إنّهم يشمّون «الفكرة» كما تُشمّ الزهرة، فعالم المثل بالنسبة لهم يكاد يكون مرئياً وملموساً، ويمكن القبض عليه بواسطة ما سماه الاستعارة الميتافيزيقية (metaphysical conceit)، كأن يشبّه، مثلاً، أندرو مارفل، الرّوحَ بقطرة الندى. وبارنستون سليل شرعي لهذه الحساسية، يستقي أفكاره من الفلسفة اليونانية والأناجيل المقدّسة، ويبحث عن مصادر إلهامه في نصوص دانتي، وخوان دي لا كروز، وماتشادو، وبورخس. هذه الصلة بين الفكر والشعر، يؤكدها الشاعر في اقتباس من بورخس يصدّر به غلاف ديوانه الجديد «أحلمُ بالصّينيةِ»، يقول: «إذا نظرتَ إلى الفلسفة أو اللاهوت بصفتها أدباً ...

لماذا لا تغلق الحقيبة؟ | أنتونيو فيرنانديث مولينا | ترجمة عن الإسبانية: كاميران حاج محمود

صورة
نهايةُ النزهة كان المتنزِّهون يتنعّمون بمنظر الطبيعة. كانت الشمس ساطعةً والحرارة معتدلة. بعض الحيوانات الوديعة كانت ترعى في المرج المُعشِب، وفي الوسط بينها، يقف رجلٌ بجانب حقيبة مفتوحة، كانت فارغة. - "لماذا لا تغلق الحقيبة؟"- سأله أحد المتنزِّهين، مُتدخِّلاً بفضول. لم يُعره الرجل اهتماماً. إلا أنّ ذاك عاود السؤال مُصِرّاً مرةً تلو أخرى. أخيراً، أغلق الرجل بغتةً الحقيبةَ بحركةٍ حاسمة. في اللحظة نفسها، اختفى الضوء فجأةً، وقبَع المتنزِّهون في الظلام، ثمّ سرعان ما بدؤوا يشعرون باختناقٍ وكأنّ الهواء ينقصهم. الخدعة - "... وحقيقةً، سأقطع رأسه، أيّتها السيّدات وأيّها السادة". وانحنى الساحر مُحيِّياً الجمهور الذي انفجر ضاحكاً. خرج أحد الأطفال إلى الساحة المفروشة بالرمل. كان على الأرجح الطفل الأبشع، والمُرتديَ أسوأ الثياب، والأكثر بؤساً وهِجراناً بين جميع الأطفال الذين كانوا يحضرون عرض السيرك. راح الساحر يفترّ عن أسنانه لجمهور الساحة من حوله، بينما كان الطفل يُبقي على ابتسامةٍ جامدة، مُحرّكاً رأسه المُنحني انحناءةً طفيفة. أمسكه الساحر من شعره باليد اليُسرى، ورفع إلى أعلى بالي...

(صُنِع في الولايات المتحدة) غي سورمان ترجمة: مرام المصري

صورة
(صُنِع في الولايات المتحدة) غي سورمان ترجمة: مرام المصري       من نافذة الطائرة أول صورة عن الولايات المتحدة، كَثُلْمَة في ذاكرتي ، ليست إلاّ منظرا عاديا لا يمكن نسيانه. حدثت في لحظة قصيرة قبل أن تلمس الطائرة الأرض ، صف من البيوت الخشبية، المصبوغة بألوان باهتة، جميعها متشابهة ومُرتَّبَة في صف منتظم، حدائق صغيرة وشوارع مربعة. أمّا صدمة «مانهاتن»، المدينة الواقفة، إذا ما نُظِرَ إليها جانبيا، ستأتي فيما بعد. ولكن، بعد أربعين عاما من هذا الهبوط الأول من الطائرة في «نيويورك»، هذه النظرة عن الولايات المتحدة من حينها وبشكل متكرر بشكل شبه دائم، تتضمن كل شيء تقريبا عن ما سأتعلمه لاحقا. كان سيكفيني في تلك الحقبة أن أعرف كيف أنظر إلى هذا الحيّ من «كوينز» Queens من طاقة الطائرة كي أقرأ فيه أمريكا ككتاب مفتوح. عليّ أن أُقرّ أنه في سن الثامنة عشرة لم يكن هذا مقصدي. ماذا يمكن البحث، حقيقة، في أمريكا 1962؟ حقبة بأكملها طيران «شارتر» Charter إلى نيويورك. هذه الكلمة التي كانت لمّا تَزَلْ جديدةً ظهرت في الستينات في ملصقات وإعلانات في ممرات الجامعات. في هذه الفترة كانت هذه الرحلات الزه...